طالب المبعوث الخاص للرئيس التركي إلى ليبيا، أمرالله إيشلر، ورئيس وفد مجلس النواب في ليبيا، يوسف العقوري، بإطلاق سراح العمال الأتراك المختطفين فورا، واعتبرا أن زيارة الأخير إلى أنقرة تؤكد على أن تركيا تقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف في ليبيا.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن إيشلر والعقوري، عقب مباحثات بينهما في أنقرة، ومؤتمر صحفي مشترك، الإثنين، وتضمن البيان تأكيدا على دعم خطة المبعوث الأممي، غسان سلامة، لحل الأزمة في ليبيا، واعتبار اتفاق الصخيرات، الموقع في الصخيرات المغربية نهاية 2015، أساس العمل في المرحلة الانتقالية في هذا البلد العربي.
وفي 20 سبتمبر/أيلول الماضي، طرح المبعوث الأممي، خلال اجتماع في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، خارطة طريق لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وقال الجانبان، في بيانهما، إن "شعبي تركيا وليبيا يمتلكان علاقات تاريخية متجذرة وروابط قُربة قوية، وقد اتحد مصير الشعبين عدة مرات سابقاً أثناء المراحل الصعبة من التاريخ، ونفتخر دائماً بتاريخنا المشترك".
وأضافا: "نرغب أن تنمو العلاقات بين ليبيا وتركيا على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، كما نؤمن بأن هذه الزيارة التي يجريها وفد عن مجلس النواب الليبي إلى تركيا ستسهم في تقوية الأخوة والصداقة القائمة بين البلدين".
واعتبرا أن هذه الزيارة "تؤكد على أن تركيا تقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف في ليبيا".
بيان إيشلر والعقوري تضمن، أيضا، تأكيدا على احترام استقلال وسيادة تركيا وليبيا بشكل متبادل، وإشارة إلى "أهمية تمتع البلدين بالاستقرار والرفاه والأمن"، و"أهمية التعاون في سبيل هذه الغاية".
وعن الحل السياسي في ليبيا، قال الجانبان، عبر بيانهما: "يشكل الاتفاق السياسي الليبي (الصخيرات) أساس العمل في المرحلة الانتقالية، كما ندعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا وخطة العمل التي أعلن عنها سابقاً".
كما رحبا "ببدء المفاوضات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في سبيل إحداث تغييرات في الاتفاق السياسي الليبي"، متمنين أن "تصل هذه المفاوضات إلى النتيجة في أقرب وقت، وأن تسهم المصالحة التي ستنتج عن ذلك في تأمين الاستقرار الذي تحتاجه ليبيا".
كما أكد الجانبان على وجود إجماع بينهما على "أهمية مشاركة كافة الأطراف الليبية في العملية السياسية هذه دون أي تمييز، وعدم مشاركة المنظمات الإرهابية في هذه العملية، وضرورة منع دعم هذه المنظمات والحيولة دون إمدادها بالسلاح".
البيان تطرق كذلك إلى المواطنين الأتراك الثلاثة المختطفين جنوبي ليبيا؛ إذ طالب بـ"إخلاء سبيل المواطنين الأتراك الثلاثة والأجنبي المختطفين جنوب ليبيا فوراً".
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اختطف مسلحون مجهولون 4 أجانب، بينهم 3 أتراك، يعملون في شركة "آنكا تكنيك" التركية المنفذة لمحطة كهرباء في مدينة أوباري، جنوبي ليبيا، وسط جهود متواصلة لإطلاق سراحهم.
وأضاف إيشلر والعقوري في بيانهما: "نرفض التهديدات السابقة الموجهة للمواطنين الأتراك والدعاية السلبية ضدهم".
كما رحبا بـ"سعي الشركات التركية على استكمال المشاريع المختلفة في ليبيا رغم كل التحديات التي تواجهها هذه الشركات".
وأكدا على إيلاء بلديهما "أهمية لعودة الشركات التركية والمواطنين الأتراك إلى كافة مناطق ليبيا للإسهام في تنميتها وذلك بعد تأسيس الاستقرار في ليبيا".
ولفت البيان في هذا الصدد إلى أن تركيا اتخذت، مؤخراً، إجراءات لتسهيل إصدار التـأشيرات لليبيين، ويتم دراسة اتخاذ خطوات إضافية في هذا المجال.
وبشر بأن تركيا ستعيد افتتاح قنصليتها العامة في بنغازي (شرق) في حال تهيأت الظروف.