أفاد المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم الاثنين أن مبيعات الأسلحة في العالم ارتفعت وبلغت أعلى مستوياتها منذ الحرب الباردة، خاصة في ظل ارتفاع واردات منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج العربية.
بلغت مبيعات الأسلحة في العالم أعلى مستوى لها منذ الحرب الباردة في السنوات الخمس الأخيرة بسبب ارتفاع الطلب في الشرق الأوسط وآسيا، بحسب ما أفاد المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم المستقل الاثنين.
وساهمت التطورات العنيفة التي تشهدها العديد من البقاع الساخنة بالعالم في عودة "القوة الصلبة" لواجهة المشهد من جديد، وما تبع ذلك من زيادة في معدلات تسليح الدول في مختلف المناطق؛ ففي أوروبا نجد الأزمة الروسية - الأوكرانية مازالت تُلقي بصداها وتوتراتها على المجتمع الأوروبي، والخلافات المستدامة في إقليم آسيا والمحيط الهادي لا تنتهِ وكل يوم في تطور جديد. أما القارة الأفريقية فتتعرض لأخطار متعددة يأتي في مقدمتها إرهاب جماعة "بوكو حرام".
وفي ذات الاتجاه، تدخل منطقة الشرق الأوسط في حالة من التمزَّق نتيجة لتصاعد العديد من التهديدات في غالبية دول الإقليم؛ سواء تنامي خطر تنظيم "داعش"، أو تهديد الحوثيين في اليمن، ناهيك عن الأوضاع الداخلية المضطربة وغير المحكومة من بعض الأنظمة في الإقليم.
كل ذلك ساعد في تزايد معدلات انتقال الأسلحة على مستوى العالم بين الدول المُصدِّرة والأخرى المستورِدة.
وفي هذا السياق، أصدر "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI" تقريراً في مارس 2015 حول تجارة السلاح في العالم، بعنوان: Trends in International Arms Transfers 2014""، ويتضمن اتجاهات التغير في تجارة السلاح بمختلف مناطق العالم خلال السنوات الخمس الأخيرة (الفترة من 2010 حتى 2014).
أكبر المُصَّدرين: الولايات المتحدة وروسيا في الصدارة
يشير التقرير إلى أن معدل انتقال الأسلحة الرئيسية ارتفع فيما بين عامي 2010- 2014 بنسبة 16% عن الفترة ما بين عامي 2005- 2009. كما رصد التقرير 60 دولة مصدرة للأسلحة خلال تلك الفترة، ووجد أن أكبر خمس دول مُصَّدرة تركزت في: (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وألمانيا، وفرنسا)؛ إذ تُمثل مجتمعةً نسبة 74% من صادرات السلاح، كما تُمثل الولايات المتحدة وروسيا وحدهما نسبة 58% من إجمالي صادرات السلاح للعالم.
وكشف التقرير عن أن الصين قد حلَّت محل ألمانيا في المرتبة الثالثة في الفترة المذكورة، وكذلك خرجت إنجلترا من قائمة الدول الخمس الكبرى المُصدِّرة للسلاح على مستوى العالم.
ويمكن الإشارة إلى أبرز الملاحظات الهامة الخاصة بكل دولة من تلك الدول على النحو التالي:
1 ـ الولايات المتحدة: زادت صادرات السلاح الأمريكية بنسبة 23% في الفترة ما بين (2005-2009) و(2010-2014)، وقد نقلت واشنطن السلاح لأكثر من 94 دولة على مستوى العالم في السنوات الخمس الأخيرة. ولم تحصل دولة بمفردها على أكثر من (9%) من إجمالي صادرات السلاح الأمريكية.
ويعد إقليم آسيا والمحيط الهادي أكبر مستورد للسلاح الأمريكي بنسبة (48%)، يليه إقليم الشرق الأوسط بنسبة (32%)، ثم أوروبا بنسبة (11%).
2 ـ روسيا: ازدادت صادرات السلاح الروسية بنسبة 37% في الفترة ما بين (2005-2009) و(2010-2014)، وذلك لحوالي 56 دولة، بالإضافة إلى القوى المتمردة في شرق أوكرانيا. وعلى عكس الولايات المتحدة، فإن نسبة (60%) من صادرات السلاح الروسي تركزت في 33 دول هي (الهند، والصين، والجزائر). أما على مستوى الأقاليم؛ فقد حصل إقليم آسيا والمحيط الهادي على نسبة (66%)، يليه أفريقيا بنسبة (12%)، ثم الشرق الأوسط بنسبة (10%) من صادرات السلاح الروسي.
3 ـ الصين: ارتفعت صادرات السلاح الصينية بنسبة 143% في الفترة ما بين (2005-2009) و(2010-2014)، لحوالي 35 دولة؛ منها 3 دول تحصل على أكثر من (68%) من إجمالي صادرات السلاح، وهي على الترتيب: (باكستان، وبنجلاديش، وميانمار). بالإضافة إلى 18 دولة في القارة الأفريقية، كما تزايدت حصة الصين في صادرات السلاح العالمية من 3% إلى 5%.
4 ـ ألمانيا: انخفضت صادرات السلاح الألماني بنسبة 43% خلال نفس الفترة، وتُصدِر برلين السلاح لحوالي 55 دولة، وقد حصلت بقية الدول الأوروبية على نسبة (30%) من السلاح الألماني خلال الفترة (2010-2014)، تليهاوروبأورةبية منطقة آسيا والمحيط الهادي بنسبة (266%)، ثم الأمريكيتين بنسبة (24%)، والشرق الأوسط بنسبة (20%).
5 ـ فرنسا: انخفضت صادرات السلاح الفرنسي بنسبة 27% في السنوات الخمس الأخيرة، وتُصدِر باريس السلاح لـ74 دولة؛ تذهب منها نسبة (29%) لدول إقليم آسيا والمحيط الهادي، و(21%) لأفريقيا، و(20%) للشرق الأوسط، و(16%) لدول أوروبا، وأخيراً (14%) للأمريكيتين. وفي إطار الجهود الفرنسية لزيادة صادراتها للسلاح، تم توقيع اتفاقية مع مصر في أوائل 2015 لتسليم عدد (24) طائرة مقاتلة، وسفينة حربية واحدة.
أكبر المُستورِدين: الهند والسعودية في المقدمة
وأشار التقرير إلى أنه خلال الفترة ما بين (2010 -2014) استوردت 153 دولة الأسلحة الرئيسية، وقد ضمت قائمة الدول الخمس الكبرى من حيث معدلات الاستيراد، على الترتيب كلا من: (الهند، والمملكة العربية السعودية، والصين،، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان)؛ بما يمثل نسبة (33%) من إجمالي الواردات. وتجدر الإشارة إلى أن كلا من الهند والصين والإمارات العربية المتحدة كانوا من الدول الخمس الكبرى في كلتا الفترتين (2009-2009) و(2010-2014).
وعلى مستوى مناطق العالم المختلفة، يتصدر إقليم آسيا والمحيط الهادي مناطق العالم من حيث كونه الأكثر استيراداً للسلاح، يليه إقليم الشرق الأوسط، ثم أوروبا، والأمريكتان، وأفريقيا. كما لفت التقرير الانتباه إلى وجود سبعة جماعات متمردة مستوردة للأسلحة الرئيسية خلال الفترة الأخيرة، لكن أياً منها لم يستأثر بأكثر من 0.02% من إجمالي الواردات.