قد أفلست الإنسانية قبل العصور جملة. كم عانى نوح عليه السلام طوال 950 سنة لكي ينقذ البشر من هذا الافلاس لكن لم يجد شيأ. كان الناس يقولون "نوح" وما يعترفون بأنه "نبي". كانو لا يوحدون الله و يستمرون في عبادة الأصنام و الشرك بأنواعه. وقال نوح عليه السلام في النهاية " أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ" ودعا على الكفار وقال " رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْاَرْضِ مِنَ الْكَافِرٖينَ دَيَّاراً"
و أجاب الله عز وجل على دعاء نبيه و لم يذر على الأرض من الكافرين ديارا بحادث "الطوفان". لدى الكل معلومة عن هذه القصة التي ذكرت في الكتب المقدسة كلها. رغم ذلك البشرية اليوم مستغرقة في انكار المعروف. إما يشركون بالله بأشكال مختلفة وإما ينشؤون السدود أمام تطبيق أحكام الله.كما لو كان ما فعلوه لا يكفي يرتكبون الذنوب التي تخرج الإنسان من إنسانيته علنا. أنا أؤمن شخصيا بأن لو رأى نوح عليه السلام هذا المشهد لدعا بنفس الدعاء.
تمام لنقبل بأن الدهريين مغضبون و انحرف النصارى واليهود. ماذا عن هؤلاء الذين يسمون " المسلمين". المسلمين الذين أفكارهم هي النعم الدنيوية والطعام والشراب والذين يقاومون لئلا يتجاوزوا مستوى الحياة الحيوانية... المسلمين الذين ينسون طاعة الله... والمسلمين الذين يقفون مكتوفي الأيدي صامتين مثل الحجارة ولا يرفعون شعرة في وجه المعالجة العامة لكل الأشياء المحرمة .. هؤلاء المسلمين المزعومين...
من المسلم به أن طلاب الشيطان قد دخلوا ووقفوا أمام المسلمين في القرن الماضي بمشاريع عظيمة. ومع ذلك ألا ينبغي للمسلمين أن يقفوا في وجه هؤلاء الناس المرحين ويعرقلوا ألعابهم بالدروس التي أحذوها من القرآن والأحاديث والمعارف والذكريات الموروثة عن شهدائهم وأجدادهم؟ هل سيكون من المناسب لأبناء هؤلاء الشهداء والأبطال أن يستسلموا بهذه السهولة؟
أينما نظرت هناك العديد من المعالم المرعبة التي جعلت نوح عليه سلام غاضبا. الإنسانية مفلسة تماما. في هذه الحالة، هناك احتمالان: التطهير بدعاء مماثل لدعاء نوح أو جعل عباد الله الذين يستحقون رحمة الله يطهرون بفعل الهداية والجهاد الحقيقيين وتذكير جميع الناس بنوع الشخص الذي يجب أن يكونوا عليه بأيديهم..