أدلى الكاتب الأستاذ عبد الله يلديز بتصريحات خاصة لجريدتنا و أجاب على أسئلتنا المتعلقة بشهر رمضان. أفاد يلديز بأن كلمة رمضان تعني "أمطار الخريف" بدورها تكون وسيلة لتحل البركة على التراب وبدء الربيع وقال: لذا، شهر رمضان ربيع للمسلمين. لنبينا عليه السلام دعاء رائع جدا يقول فيه: اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي.
دخلنا شهر رمضان في وتيرة شاهدنا فيها مصيبة تاريخية. لكن انشرحت صدورنا بدخولنا رمضان. ندعو الله في الافطار والسحور أن يجعل هذا الشهر مبشرا لربيع جديد. أجاب الأستاذ عبد الله يلديز على أسئلتنا.
- دخلنا شهر رمضان في وتيرة نحاول فيها تضميد جروحنا عقب الزلزال. من هذا المنطلق نريد أن نأخذ آراءكم بخصوص رمضان. كيف يمكننا أن نستفيد من رمضان أمام ما عشناه؟
قد فقدنا 60.000 ألف شخص تقريبا من المسلمين في تركيا و سوريا أيضا. ثم أصابتنا الفيضنات وفقدنا فيها 16 من المواطنين. تؤدي الأوبئة والكوارث الطبيعية والحروب إلى مقتل كثير من الناس. لكن رسول الله صل الله عليه وسلم يخبرنا بأن الذي يتوفى في الزلزال أو في المرض الشديد شهيدا حكميا. الذين انتقلوا إلى الآخرة قد أكملوا امتحانهم لكن هناك ملايين من إخوتنا قد تضرروا من الزلزال هذا يعني بدء امتحاننا نحن. يقول الله في كتابه الكريم: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الصبر يعني أن يكون الشخص قويا ومتغلبا على الصعوبات أيضا. لا شك أن شعبنا سيتحلى بالصبر وسيتخطى هذه الصعوبات بالتعاون. هناك أثر عميق يمتد لألف سنة لإسلام هذا الشعب، أعتقد أن هذا الجو من التعاون سيتكثف مع شهر رمضان أكثر.
"سيكون رمضان بلسما للذين يعيشون في المنطقة"
- أستاذنا، من الممكن أن نلمس هذه الرسالة أعني رسالة التعاون في ثقافتنا. هناك حساسيات جميلة مثل اخراج الزكاة والصدقة في شهر رمضان. هل يمكن أن تذكروننا بثقافة رمضان والتعاون؟
قد أتيحت لي الفرصة لأذهب إلى المنطقة المنكوبة ومراقبة الوضع. الحمد لله، ليس هناك أي مشكلة بخصوص الأغذية والملابس بفضل جهود شعبنا. الفرق التي تأتي من الدول الأخرى تتحير أمام هذا المشهد. تركيا كلها في استنفار تام للمنطقة. طبعا هناك خسارة مادية وفي الأرواح. قد فقد الملايين بيوتها و دكاكينها ورصيدها. نشارك آلامهم لكن علينا أن نقويهم بما نقدمه من تعاون.
"قد أظلنا شهر عظيم ومبارك"
يقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: يا أَيُّها الناسُ ! قد أَظَلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مبارَكٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْر. كما تفضلتم شهر رمضان و الانفاق يحتلان في ثقافتنا مكانا خاصا. انتظار الناس لإخراج الزكاة والصدقة شهر رمضان بسبب هذا الحديث. الذين يتجولون المنطقة المنكوبة يعرفون جيدا بأن هناك استنفار لتقديم دعم مادي ومعنوي في أقصى السرعة. وهذا سيستمر خلال شهر رمضان بإذن الله. من الضروري ألا يترك الدعم للمنطقة لزمن طويل.