أحيت البوسنة والهرسك، الأربعاء، الذكرى السنوية الـ93، لميلاد أول رئيس للبوسنة والهرسك، علي عزت بيغوفيتش، الذي توفي عام 2003.
وبمناسبة الذكرى، نظمت مراسم أمام قبر بيغوفيتش في مقبرة كوفاتشي بالعاصمة البوسنية سراييفو، حضرها عدد من مسؤولي الدولة.
وولد "علي عزت بيغوفيتش" في مدينة "بوسانسكي ساماتش" في 8 أغسطس/آب 1925، وقضى شبابه خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في مكافحة الفاشية، ومن ثم الشيوعية، ودفع ثمن نضاله، سنوات من عمره قضاها في السجون.
وبيغوفيتش من مؤسسي منظمة "الشباب المسلمين" خلال سنوات الحرب العالمية الثانية.
سُجن للمرة الأولى عام 1946، وخرج منه عام 1949، لنشاطة في "إيقاظ الوعي الديني".
ودخل السجن للمرة الثانية عام 1983، إثر الحكم عليه بالسجن 14 عامًا، لاتهامه بـ"النزعة الانفصالية، والسعي لإقامة دولة إسلامية"؛ بسبب كتابه "الإعلان الإسلامي" الذي نشره في 1970.
وأُطلق سراحه نهاية عام 1988، مع إفراج الحكومة اليوغسلافية عن جميع المعتقلين لاتهامات تتعلق بالمعارضة الفكرية.
أسس بيغوفيتش "حزب العمل الديمقراطي" عام 1990، بهدف إنهاء شعور البوشناق المسلمين بالدونية في وطنهم، وإتاحة الفرصة لهم للعب دور في الساحة السياسية، ولتقديم مثال على التعايش بين العرقيات المختلفة الموجودة في يوغسلافيا.
وفي الانتخابات التعددية الأولى التي شهدتها، البوسنة والهرسك (إحدى الجمهوريات الست التي كانت تتكون منها يوغسلافيا)، عام 1990، عزز "حزب العمل الديمقراطي" من قوته مع فوزه بـ86 من مقاعد البرلمان الـ240.
وقاد بيغوفيتش شعب البوسنة، خلال الحرب التي بدأت مع إعلان البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغسلافيا عام 1992، وانتهت بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1995.
استمر بيغوفيتش في قيادة بلاده خلال فترة تعافيها من آثار الحرب، إلى أن ترك منصب رئاسة البوسنة والهرسك عام 2000.
توفي بيغوفيتش في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2003، ودفن بناءً على وصيته في قبر بسيط بين قبور الشهداء في مقبرة "كوفاتشي"، بعد أن رفض خطة كانت تعدها الحكومة لبناء ضريح فخم له.