شنت مقاتلات التحالف العربي، صباح الأربعاء، غارات مكثفة على مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، غداة إطلاق جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) صاروخا باليستيا على الرياض.
وتزامنت غارات صنعاء مع إعلان قوات الجيش اليمني استعادة موقعين استراتيجيين من قبضة الحوثيين في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وبينما يقول التحالف عادة إنه يستهدف مواقع عسكرية لجماعة الحوثي، قال مصدر عسكري من الجماعة للأناضول إن المقاتلات قصفت بـ3 غارات مستودعاً لأحد التجار في حي سواد حنش وسط صنعاء.
وأضاف المصدر، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن مقاتلات التحالف شنت غارتين على مبنى مجلس النواب الجديد، في شارع الستين، وغارة على معسكر التموين العسكري المجاور له.
وفي محيط صنعاء، شنت المقاتلات الحربية غارتين على معسكر ريمة حميد جنوب العاصمة، وأخرى على معسكر السواد، بالإضافة الى غارة على منطقة جبل ظفار، جنوبي المدينة، وفق المصدر ذاته.
ولم يورد المصدر مزيدا من التفاصيل حول ما أسفرت عنه الضربات الجوية من خسائر بشرية أو أضرار مادية.
في السياق، قال سكان محليون للأناضول، إن مقاتلات التحالف قصفت بـ5 غارات مواقع عسكرية للحوثيين، في جبل المرحة بمدينة عمران، شمال العاصمة صنعاء.
ولم يتسن للأناضول الحصول على تعليق فوري من التحالف حول ما أورده المصدر الحوثي والسكان المحليون في العاصمة اليمنية.
ويأتي ذلك، بعد يوم من إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا على العاصمة السعودية الرياض، (هو الثاني خلال شهرين) تصدت له دفاعات التحالف العربي وفجرته في سماء المدينة.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015 تقود السعودية تحالفًا عسكريًا عربيًا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
وفي سياق متصل، حررت قوات الجيش اليمني، اليوم، موقعين استراتيجيين من قبضة الحوثيين في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، حسب متحدث عسكري.
وقال العقيد عبدالباسط البحر، نائب المتحدث الرسمي، باسم قيادة الجيش الوطني في تعز، للأناضول إن "قوات الجيش سيطرت على جبل سعيد وتلة الخزان الاستراتيجيين، في مديرية مقبنة (جنوب غربي المحافظة)، بعد معارك مع الحوثيين".
وأضاف أن "قوات الجيش قامت بتأمين كامل للموقعين، بعد تحريرهما من مسلحي الحوثي".
وتابع أن "عددا من مسلحي الحوثي قتلوا في المواجهات (لم يذكر عددهم)، بينهم القيادي المكنى (أبو مران)".
وتكمن أهمية الموقعين، في أنهما يطلان على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة تعز باتجاه مدينة عدن (جنوب)، والذي يعتبر المنفذ الرئيس للمدينة المحاصرة من الحوثيين.
ويفرض مسلحو "الحوثي" منذ أغسطس/ آب 2015، حصارًا على مدينة تعز من منافذها الرئيسية، عدا الطريق الفرعية في منطقة الضباب (جنوب غرب) الذي يؤدي إلى مدينة عدن، الخاضع لسيطرة القوات الحكومية منذ أغسطس 2016.
ومنذ نحو ثلاثة أعوام، يشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" من جهة أخرى.