الخلاف الفلسطيني المصري "المكتوم" يتحول إلى "أزمة"

الخلاف الفلسطيني المصري "المكتوم" يتحول إلى "أزمة"
8.3.2017 13:14

eposta yazdır zoom+ zoom-
قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن الخلاف الفلسطيني المصري "المكتوم"، بدأ يتحول لأزمة تظهر للعلن، على خلفية الدعم المصري للقيادي المفصول من حركة فتح "محمد دحلان". 
 
وأكد المحللون في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، أن السبب الرئيسي للخلافات يعود لدعم مصر للقيادي محمد دحلان، الخصم السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالإضافة إلى رفض الأخير التام للجهود المصرية الساعية لإعادته لحركة فتح. 
 
في أحدث شواهد تفاقم الخلافات، نقلت وسائل إعلام فلسطينية تصريحات للناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، عدنان الضميري، قال فيها إن المؤتمر الذي رعته السلطات المصرية مؤخرا في مدينة "العين السخنة"، وضم شبانا فلسطينيين من قطاع غزة، بدون تنسيق مع السلطة في رام الله "يستهدف الشرعية الفلسطينية". 
 
وتعد تصريحات "الضميري" غير مسبوقة، حيث يحرص الفلسطينيون تاريخيا على تقليد سياسي يقوم على إقامة علاقات جيدة مع مصر، وعدم إظهار الخلافات السياسية للعلن. 
 
كما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مسؤول في جهاز المخابرات العامة المصرية، لم يكشف عن هويته، قوله خلال محاضرة عقدت في المؤتمر، "إن السلطات المصرية كان لديها القدرة على التعامل مع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب بأسلوب أسوء من الترحيل" من مطار القاهرة. 
 
وكانت السلطات المصرية قد منعت الرجوب الأسبوع الماضي، من دخول مصر، عبر مطار القاهرة، وقامت بترحيله إلى العاصمة الأردنية "عمان". 
 
من جانبه، قلل القيادي في حركة فتح، يحيى رباح، أهمية الخلافات الحاصلة بين الجانبين، رغم إقراره بوجودها. 
 
وقال رباح في حديث خاص لوكالة الأناضول:" العلاقة بين فتح والسلطة من جانب ومصر استراتيجية". 
 
وأضاف:" لا يمكن أن نسمح لأي خلاف أو تباين بخلخلة العلاقة، وعندما يحدث تباين يحل بالحوار العميق والصادق والمخلص، ولا خوف على العلاقة". 
 
من جانبه، يقول جهاد حرب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، بالضفة الغربية، إن الخلاف الفلسطيني المصري مكتوم منذ فترة طويلة وبدأ بالظهور للعلن.
 
ورأى حرب أن السبب الأساسي للخلاف يعود لعلاقات دحلان الوثيقة بالقيادة المصرية، بالإضافة إلى تقارب مصر مع حركة حماس في غزة، حيث تعتقد السلطة الفلسطينية أنه سيكون على حسابها. 
 
وأشار "حرب" إلى أن الخلاف سيتعزز في حال "عدم وأدها في فترة قصيرة". 
 
وقال:" ستخسر فلسطين الدعم والثقل المصري السياسي العربي والدولي". 
 
وبين "حرب" أن التوتر تفاقم بمنع دخول الرجوب لمصر، بالإضافة إلى عقد مؤتمر "العين السخنة" بمصر، والذي وصفته حركة "فتح" بالداعم لدحلان. 
 
وقال:" عدم تدارك الموقف يطور الخلاف". 
 
وأشار إلى أن فلسطين "لا تستطيع التخلي عن مصر أو أن تكون العلاقات سيئة، رغم التباين في المواقف". 
 
في المقابل يرى "حرب" أن علاقة مصر مع قطاع غزة وحركة حماس التي بدأت بالتحسن لن تتعدى المسرب الأمني. 
 
واتفق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، أيمن يوسف، مع "حرب"، في أن الخلافات بين القيادتين، بدأ بالظهور للعلن وقد يتحول لأزمة. 
 
واستدل "يوسف" بما ذهب إليه بقوله:" الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان يزور القاهرة بشكل مستمر، ومن الملاحظ أنه يزور عواصم عربية وإقليمية مؤخرا ولا يزور القاهرة". 
 
وقال:" يبدو واضحا أن للقيادي المفصول في حركة فتح محمد دحلان، له تأثير على عدد من الدول العربية من بينها مصر، ويسوّق نفسه بأنه البوابة الفلسطينية القادرة على تحقيق الاستقرار، مما انعكس سلبا على العلاقة بين البلدين". 
 
ولفت إلى أن الأمن يلعب دور كبير في السياسية المصرية، حيث ترى مصر أن إقصاء "دحلان" من حركة فتح وابعاده عن صورة المشهد الفلسطيني له انعكاسات قد تمس الأمن المصري. 
 
وأشار "يوسف" إلى أن تنمية النزاعات الداخلية في الاحزاب الفلسطينية، لن يجلب الاستقرار في المنطقة. 
 
بدوره، يقول أستاذ الاعلام في جامعة النجاح الوطنية، فريد أبو ضهير، أن ترك الخلاف بين البلدين دون تدارك قد يؤدي إلى اتساعه. 
 
وأعرب عن اعتقاده بأن "دولا عربية ستتدخل لتضييق الخلافات، واقناع الجانب المصري بأن السلطة الفلسطينية قد تخدم الرؤيا المصرية أكثر من دحلان". 
 
ولفت إلى القيادة الفلسطينية ستسعى إلى "تضييق الخلاف لتمضي قدما في برنامجها السياسي في مجابهة إسرائيل عبر العمل السياسي، بدعم مصري". 
 
وأشار "أبو ضهير" إلى أن أجندة السياسة المصرية "غير متوقعة لدى قطاعات سياسية فلسطينية، بما فيها حركة فتح". 
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس