أكّد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أنّ التسوية السياسية تمثل "المخرج الوحيد من الوضع الكارثي في سوريا"، معرباً عن أسفه "لغياب دور عربي فاعل لمساعي الحل السياسي" للأزمة في هذا البلد.
جاء ذلك في كلمته بالقمة العربية الـ28 المنعقدة بمنطقة البحر الميت في الأردن.
وقال السبسي: "نأمل أن تُفضي جهود الأمم المتحدة إلى إيجاد حل ووقف لهذا الوضع المتأزم في سوريا".
وأضاف أنّ "الأزمة القائمة في سوريا وما أحدثته من معاناة إنسانية للشعب، أثبت أن الخيار العسكري لا يمكن أن يكون الحل وأنه لا مناص سوى للحوار الذي يمثل المخرج الوحيد للوضع الكارثي الذّي اثر في أمن المنطقة واستقرارها."
وفيما يتعلق بالملف الليبي، أكّد الرئيس التونسي أنّ "أبوابنا دائما مفتوحة أمام جميع الأشقاء الليبيين، وندعم جهود التسوية الشاملة هناك".
وشدد على "مضي كل من تونس والجزائر ومصر قدماً في تحقيق أهداف المبادرة الثلاثية التي يمليها عليهم واجب مساعدة الأشقاء الليبيين، بهدف إيجاد تسوية شاملة تنعكس إيجاباً ليس على ليبيا فقط وإنما على دول الجوار".
وتابع: "نحن على يقين بأن الأشقاء الليبيين بما يتميزون به من روح ديمقراطية، على استعداد للحوار ونبذ الفرقة".
وبلورت تونس مبادرة مشتركة مع الجزائر ومصر، في اجتماع لوزير خارجيتها خميس الجهيناوي، مع نظيره المصري سامح شكري، والوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، في 20 فبراير/شباط الماضي.
وتضمنت المبادرة، مواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء في إطار حوار ليبي، بمساعدة الدول الثلاثة وبرعاية الأمم المتحدة، والتمسك بسيادة ليبيا ووحدتها الترابية، وبالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة، على قاعدة الاتفاق السياسي.
فلسطينياً، اعتبر السبسي أن "القضية الفلسطينية العادلة تبقى في مقدمة أولوياتنا نظراً لرمزيتها، ولتأثير عدم تسويتها في المنطقة بأكملها".
على صعيد آخر، جدد الرئيس التّونسي الدعوة إلى جميع الفرقاء في اليمن "للحوار والتفاوض بما يعيد الأمن والاستقرار في هذا البلد ويضع حدا لمعاناة الشعب".
وأشار إلى أن "الأوضاع المتردية في العالم العربي ساهمت في تمدد الحركات الإرهابية مستغلة حالة الانفلات".
وشدد على أنه "من غير المعقول أن تظل منطقتنا (العربية) رهينة هذه الأوضاع المتردية وتداعيتها الخطيرة".
كما أكد على أنّه "لا يمكن مجابهة التنظيمات الإرهابية ما لم نكثف جهودنا العربية المشتركة خاصة فيما يتعلق بمراقبة الحدود وتأمينها وتبادل المعلومات والاتفاقات العربية ذات المصلحة وتكثيف الجهود الرامية لمكافحة التطرف والغلو والتأويلات الخاطئة للدّين الإسلامي الحنيف".
كذلك لفت إلى أنّ "العمليات الإرهابية التي استهدفت تونس لم تزدها إلا إصراراً على مكافحة هذه الآفة بالاعتماد على وعي الشعب وإصرار الأمن التّونسيين، والتعاون في هذا المجال مع مختلف الدول الشقيقة".