قال السفير اليمني في أنقرة عبد الله السعدي، إن تركيا تمد يد العون لكل من يعانون في العالم.
وفي مقابلة مع "الأناضول"، أشاد السعدي بحملة المساعدات التركية لدول شرق إفريقيا واليمن التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وترفع شعار "كن أمل الإنسانية"، وأعرب عن شكر الحكومة اليمنية لنظيرتها التركية على تلك الحملة.
وأشار السعدي إلى أن جزءا من آلاف الأطنان من المساعدات التي جمعتها الحملة، تم توزيعها بالفعل على المستحقين في اليمن، داعيا المجتمع الدولي لزيادة مساعداته لليمن في هذا "الوقت العصيب".
وقال "تركيا تدعم الحكومة اليمنية في هذا الوقت الحرج، وتقدم لنا مساعدات إنسانية في المجالين الاقتصادي والصحي. ووفقا للاتفاق بين البلدين تقوم تركيا بعلاج 160 مريضا يمنيا، كما تقدم مساعدات تتضمن موادا غذائية ومستلزمات طبية، وبالإضافة إلى ذلك يدرس أكثر من 200 طالب يمني في الجامعات التركية، وتقدم الحكومة التركية منحا دراسية لعدد منهم".
ولفت السعدي إلى صعوبة الوضع الإنساني في اليمن قائلا "إن الأزمة الإنسانية تتفاقم شيئا فشيئا، حيث يحتاج 20 مليون من أصل 27 مليون يمني، للمساعدة من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويحتاج 12 مليونا منهم للمساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة، كما أن 18 مليون يمني معرضون لخطر المجاعة، منهم 7 ملايين معرضون لخطر المجاعة بشكل كبير، ويعاني 3.5 مليون طفل وامرأة حامل أو مرضع من سوء التغذية، بينهم 500 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون من نقص تغذية حاد".
وأضاف أن 15 مليون شخص في اليمن لا يمكنهم الوصول للخدمات الصحية الأساسية، و9 ملايين يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية في مناطقهم، كما لا يتمكن حوالي مليوني طفل في عمر الدراسة من الذهاب للمدارس، وفقد 8 ملايين شخص موارد رزقهم، أو يعيشون في مناطق تفتقر بشكل كبير أو كامل للخدمات الأساسية، وتعرضت معظم الهيئات الصحية للتخريب على يد الحوثيين، حيث يعمل منها حاليا 45% فقط.
وأشار السعدي إلى أن معظم المساعدات الإنسانية التي يرسلها المجتمع الدولي لا تصل إلى مستحقيها، حيث أنها تصل عبر ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وبالتالي تقع في أيديهم إذ يفرضون عليها رسوما جمركية، ويبيعونها في السوق السوداء، مستدركا أن قسما من المساعدات بدأ يصل عبر ميناء المخا وبعض الطرق الأخرى.
ولفت إلى أن العلاقات بين تركيا واليمن تعود إلى القرن الخامس عشر في عهد الدولة العثمانية، ووصفها بـ "التاريخية والعظيمة والأخوية"، ووجه الشكر لتركيا حكومة وشعبا على الدعم الذي تقدمه لليمن وتضامنها معه.
وأضاف السفير أن العلاقات بين تركيا واليمن تتقدم باستمرار، وأعرب عن رغبته في تطوير تلك العلاقات في جميع المجالات، وفي أن تسهم تركيا في عملية إعادة الإعمار في اليمن.
ودعا المستثمرين الأتراك إلى الاستثمار في اليمن في مجالات النفط، والغاز الطبيعي، والصحة، والتعليم، والبنية التحتية وغيرها.
وبخصوص المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا العام الماضي على يد منتسبي منظمة فتح الله غولن الإرهابية، قال السفير "أدانت الحكومة اليمنية بشدة المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وأعربت هي والشعب اليمني عن تضامنهم مع تركيا وشعبها في مواجهتها. كما أغلقت الحكومة اليمنية أيضا المدارس التابعة للمنظمة في اليمن بناء على طلب أنقرة".