الشيخ صبحي الطفيلي: تركيا الدولة الوحيدة الحريصة على أمن ووحدة سوريا

الشيخ صبحي الطفيلي: تركيا الدولة الوحيدة الحريصة على أمن ووحدة سوريا
26.1.2018 09:59

eposta yazdır zoom+ zoom-
أشاد الشيخ صبحي الطفيلي، مؤسس جماعة "حزب الله" اللبنانية، وأول أمين عام لها، بالسياسة التركية تجاه سوريا، باعتبار أنها "الدولة الوحيدة التي من مصلحتها أمن ووحدة" جارتها، وتمتلك سياسة "متناغمة" مع طموحات السوريين.
 
ومستنكر تساءل الطفيلي، في مقابلة مع الأناضول: "لماذ تكون كلمة أمريكا على الحدود السورية أنفذ من (كلمة) تركيا؟!".
 
ولليوم السابع، تتواصل عملية "غصن الزيتون" العسكرية التركية، وهي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي "داعش" و"ب ي د" الإرهابيين، في عفرين شمال غربي سوريا، مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، لتجنيب المدنيين أي أضرار.
 
** السياسة التركية
 
الطفيلي شدد على أن "تركيا هي الدولة الوحيدة التي من مصلحتها أمن ووحدة سوريا، بغض النظر عن مصلحتها في زوال الحكم الظالم (بقيادة بشار الأسد)، والذي هو من مصلحتنا أيضا.. والسياسة التركية متجانسة ومتناغمة مع طموحات وآمال الشعب السوري".
 
كما عبر، من جهة اخرى، عن إعجابه بموقف تركيا من الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران ضد السلطات، قائلا إن "أنقرة تعالت على كل المتاعب التي خلقتها إيران لها، وتناولت الأمر من منطلق الحرص على المنطقة، بينما تتناول إيران المشاكل في تركيا على طريقة اللعب بين الدول".
 
وخلال الاحتجاجات، أعلنت أنقرة رفضها أي تدخلات خارجية في شؤون إيران، وشددت على أهمية المحافظة على السلم والاستقرار الاجتماعي في جارتها.
 
وتابع الطفيلي: "إننا بحاجة ماسة جدا إلى دولة ترقى لتصبح أكبر من اللعب بين الدول والطوائف والمذاهب والقوميات.. نريد دولة تتعامل مع المسملين وكأنها أمهم جميعا".
 
كما أعرب عن "السرور حين يتحدث الأتراك عن مأساة المسلمين الذين يتعرضون للقتل على أيدي البوذيين (في ميانمار)، وآمل أن تغلب تركيا مصالح المسلمين ووحدتهم على كل اعتبار في كل مكان".
 
واعتبر أن "الغرب، وعبر إرث العلمانية القذرة، دمر (في الماضي) الحضارة والفكر والأخلاق التركية تدميرا ممنهجا على مدار حوالي 90 عاما".
 
غير أنه، اليوم، و"حين تتحول تركيا إلى مرجعية ومحل ثقة لكل المسلمين، فهذا كنز عظيم وربح للكل، وستصبح مدرسة لكل المسلمين، وتفرض قيمها على الآخرين".. يستدرك الشيخ صبحي الطفيلي.
 
وعن سياسات وممارسات الرئس الأمريكي، دونالد ترامب، فقد وصفها الطفيلي ب"الحقيرة والشيطانية والقذرة، والتي ستدمر مصالح أمريكا على المدى البعيد".
 
وأثار ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول الجاري، غضب العالمين العربي والإسلامي، بإعلانه اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل.
 
** واشنطن و"حزب الله" وإيران
 
شكلت وازرة العدل الأمريكية، في 11 يناير/ كانون ثانٍ الجاري، وحدة للتحقيق بشأن جماعة "حزب الله"، المشاركة في الحكومة اللبنانية.
 
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية الجماعة بتمويل مقاتليها في دول أخرى، على رأسها سوريا، عبر أموال تجنيها من الاتجار بالمخدرات، وهو ما تنفيه الجماعة، التي تعتبرها واشنطن "منظمة إرهابية".
 
ووصف الطفيلي اتهام واشنطن للجماعة بأنه "غير جدي وغير حقيقي.. لا أحمل الكلام الأمريكي على محمل الجد، لأنها (واشنطن) عودتنا أن أقوالها غير أفعالها".
 
وشدد على أن "واشنطن غير جدية في طرحها للمواضيع التي تخص إيران وحزب الله، وهناك أخطاء (أمريكية) أكبر من ذلك تجاه هذين الحليفين".
 
وأضاف أن "أمريكا تغض النظر عن المقاتلين الشيعة، وتخدم تورط إيران وحلفائها في الفتن وتمهد أمامها كل الطرق، في الوقت الذي تضيق فيه (أمريكا) على حركة المقاتلين السنة في كل مكان".
 
** السلاح والانتخابات
 
وبشأن سلاح "حزب الله"، قال الطفيلي إن "مسألة السلاح لها دور أساسي في الانتخابات البرلمانية النيابية (اللبنانية) في 6 مايو/ أيار المقبل".
 
وتابع أن "سلاح حزب الله تحت الأضواء بحكم أن الجماعة تملك السلاح والقدرة على استخدامه أكثر من غيرها".
 
واعتبر أن "السلاح عامة في لبنان هو مرض لدى جميع القوى السياسية.. قبل حزب الله كانت هناك قوى مسلحة واستخدمت سلاحها، واليوم لا تستخدمه، ليس لأنها شفيت من هذا المرض، بل لأنها عاجزة عن استخدامه".
 
وقال: "إننا بحاجة إلى تأهيل المواطن اللبناني من العقلية المذهبية واستخدام السلاح، سواء كان حزب الله أو غيره.. توجد مشكلة اليوم إن حزب الله هو الوحيد القادر على استخدام سلاحه لشعوره بأنه الأقوى".
 
ونفي الطفيلي صحة حديث "حزب الله" عن أنه لا يستخدم سلاحه داخل لبنان قائلا: "الجماعة وجهت سلاحها إلى الداخل (اللبناني) في يوم من الأيام"، في إشارة إلى أحداث العاصمة بيروت، يوم 7 مايو/ أيار 2007.
 
وفي ذلك اليوم نشرت الجماعة مسلحيها في بيروت، رفضا لقرار الحكومة مصادرة شبكة اتصالات تابعة لسلاح الإشارة لدى الجماعة، وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي، العميد وفيق شقير، ما اضطر الحكومة إلى سحب القرارين.
 
وشدد الطفيلي على أنه "حتى لو لم يوجه حزب الله سلاحه إلى الداخل، فإن وجوده (السلاح) له تأثير نفسي وعقلي على الحوار مع الطرف الآخر في البلد".
 
ورأى أن "كل الطوائف في لبنان تعتبر نفسها غير موجودة ومغبونة الحقوق، إذا لم يكن لها داعم من دولة خارجية".
 
واعتبر أن "إيران والسعودية وفرنسا وروسيا مثلا لا ينفعها إذا تضرر اللبنانيين، فلدى هذه الدول مشروعها الخاص".
 
ولفت إلى أن "حزب الله اليوم هو الذي يملك الكلمة العليا في الطائفة الشيعية ولبنان، ولكن أسوأ حياة (هي التي) يعيشها الشيعة في بعلبك والهرمل (ذات كثافة شيعية شرقي لبنان) من فوضى السلاح والأمن والممنوعات (المخدرات) وخطف وإرهاب".
 
وشدد على "وجود قرار (غير معلن) من حزب الله بألا يكون للدولة تأثير في المناطق الشيعية".
 
** التشيع الحديث و"إيران الفارسية"
 
ورأى الطفيلي، وهو عالم دين شيعي من بلدة بيرتال في البقاع الشمالي شرقي لبنان، أن "هناك فرقا بين التشيع قديما والتشيع حديثا".
 
وأضاف أن "التشيع هو اللالتزام بفهم سياسة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) والشرع الشريف".
 
وأضاف أنه "عند كل اختلاف يجب الرجوع إلى القرآن فهو دستور المسلمين.. التشيع قديما كان ملتزما بالمرجعية الدينية، وهي أهل البيت، أما التشيع الحديث فيتطور، في الفترة الأخيرة، تطورا مخيفا".
 
ومضى قائلا إن "بعض الأفكار لم تكن موجودة في لبنان، ولكن مع احتكاك اللبنانيين مع المدرسة الإيرانية الحديثة انتشرت الكثير من الأفكار في بلادنا".
 
وأوضح أن "الإيرانيين يحاولون نشر فكرة أن أهل البيت يمكلون الولاية على الكون، وهذا يتنافى مع تعاليم الإسلام ومع الإقرار بروبوبية الله".
 
وشدد على أن "هذا الفكر لن يعيش طويلا، لأنه ساقط ويعلن عن فشله بذاته، فهو فكر غير مستقيم ترفضه الطبيعة".
 
وتابع الطفيلي: "عندما تسقط "المذهبية في عقولنا سنغلق مئات من السنين الدموية العبثية من تاريخنا.. الفكر المذهبي صنعه أهل الدنيا لخداع المسلمين ولاستخدامهم لمأرب لا علاقة لها بالله".
 
وختم بالتشديد على أن "إيران لا تدفاع عن التشيع، ولا عن المسلمين أبدا، وإنما تدافع عن إيران الفارسية".
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس