القاضي اللبناني، الشيخ خلدون عريمط، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في بيروت، في مقابلة مع الأناضول:
- لو تكاتف المسلمون وتوحدوا لاستطاعوا أن يغيروا موازين القوى في العالم
- مسلمو لبنان هم الأضعف، بسبب التوافق الدولي والإقليمي على إعطاء دور لإيران ودور لإسرائيل
- العالم الاسلامي قد ينكفىء ولكن ما بعد الانكفاء إلا النهوض
- الحل في لبنان يكمن في أن تكون السلطة للدولة اللبنانية والسلاح بيدها فقط وأن يقنتع اللبنانيون أن وطنهم لا يبنى على مقاس حزب أو طائفة
- أنا على يقين بأن الأتراك بتعاونهم مع إخوانهم العرب يستطيعون تزعم الأمة الاسلامية
- لبنان يكن كل الحب والتقدير لتركيا خاصة لأنه ليس لديها أي مشروع مذهبي أو طائفي أو أطماع
قال القاضي اللبناني الشيخ خلدون عريمط، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في بيروت (يتبع دار الفتوى اللبنانية)، إن الناظر إلى الساحة الإسلامية في لبنان يستطيع الوقوف على ما تعانيه الأمة من فرقة وتشرذم.
ولفت عريمط في مقابلة مع الأناضول إلى أن المسلمين في لبنان وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي يواجهون مخاطر عديدة، وهناك هجمة قوية عليهم.
وأضاف "العالم الاسلامي يتعرض لتشويه وهذا الوضع له أسباب تاريخية لأن المسلمين على مدى عهودهم الطويلة لعبوا دورا كبيرا في العالم سواء في العهد الأموي أو في العهد العباسي أو في العهد العثماني".
وتابع "لو تكاتف المسلمون وتوحدوا لاستطاعوا أن يغيروا موازين القوى في هذا العالم واستطاعوا التغلب على أعداء الإسلام الذين يحاولون حتى اليوم تمزيق الأمة الاسلامية وتفتيتها بأساليب شتى".
"زرع الشقاق"
وأردف عريمط: "تجددت الهجمات على العالم الإسلامي من خلال زرع الشقاق بين القوى الثلاثة الأساسية، تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر تمهيدا لتفكيكها".
أما بالنسبة للبنان فاعتبر أن "ما يحصل فيه ما هو إلا جزء مما هو حاصل في المنطقة الإسلامية".
وأكد عريمط أن "مسلمو لبنان هم الفريق الأضعف، بسبب التوافق الدولي والإقليمي على إعطاء دور لإيران ودور لإسرائيل وكلا الدورين لا يخدم الأمة الإسلامية بأكملها".
وقال "باختصار إذا أردتم معرفة ما يحصل في العالم العربي والإسلامي ما عليكم إلا النظر إلى ما يحصل في لبنان وستترجم الأمور أمامكم".
مع ذلك يضيف عريمط "أقول للجميع بأن العالم الاسلامي قد ينكفىء ولكن ما بعد الانكفاء إلا النهوض".
أصل الخلاف والحل
وعن حقوق المسلمين في لبنان يقول: "وضع مسلمي لبنان لا يبشر بالعدالة وهناك عوامل عدة تحول دون نيلهم حقوقهم".
وأضاف :"مسلمو لبنان دخلوا مستنقع الشقاق والنزاع بسبب إيران التي تريد جرّ قسم منهم لمشروعها المذهبي الطائفي، تارة بشعارات تحرير فلسطين وأخرى بشعارات مذهبية".
وحول رؤيته للحل يؤكد عريمط أنه يكمن في "أن تقتنع كل شرائح المجتمع اللبناني بأن وطنهم لا يبنى على مقاس مجموعة ولا على مقاس فئة أو حزب أو طائفة، وأن تكون السلطة للدولة اللبنانية والسلاح بيدها فقط".
ودعا القاضي اللبناني إلى "ضرورة التخلص من أدران الميلشيات والسلاح غير الشرعي"، في بلاده.
وبحسب عريمط فإن "المرجع الديني لا يملك القوة والقدرة التنفيذية بل الصوت والموقف والنداء فقط للإصلاح والتغيير".
وقال: "نحن نعيش في مجتمع لبناني مأزوم طائفياً واجتماعيا وسياسياُ لذلك لا نستطيع أن نحقق فيه حد أدنى من العدالة، الحل أن يتخلى الجميع عن مشاريعهم خارج حدود الدولة".
ورأى أن "الخلاف بين المجموعات الإسلامية في لبنان ليس سببه دينيا ولا مذهبياً ولكن المشكلة هي التدخل الايراني المباشر، ما يساهم في ضرب الوحدة الإسلامية في لبنان والمنطقة العربية".
واعتبر أن "إيران تستغل التباين بين تركيا وبعض الأقطار العربية لتدخل من خلاله وتمرر مشروعها المرفوض إسلاميا وعربيا وتركياً".
زعامة الأمة
وعما لو كان باستطاعة تركيا تزعم الأمة الاسلامية، وتحديداً المسلمين السنة، قال عريمط :" أنا على يقين بأن الأتراك بتعاونهم مع إخوانهم العرب يستطيعون تزعم الأمة الإسلامية".
وعن دور الحكومة التركية في تقديم المساعدات للدولة اللبنانية أكد أن "تركيا تلعب دوراً إيحابياً في لبنان إذ تقدم العديد من المساعدات والخدمات".
وأضاف:" منظمة تيكا (الوكالة التركية للتعاون والتنسيق) قدمت العديد من المشاريع للبنان ورممت المساجد والتكايا وفتحت المستوصفات وأعادت ترميم العديد من الآثار العثمانية في لبنان".
وأشار إلى "استمرار التعاون ما بين تركيا ولبنان بصورة عامة والمسلمين بصورة خاصة".
وقال :"ندعو إخواننا الأتراك للتعاون بمحبة وإخلاص مع كل الدول العربية وعدم السماح لأي تباين بين تركيا وأية دولة عربية في هذا المحيط".
وختم عريمط بقوله :" لبنان يكن كل الحب والتقدير لتركيا، خصوصاً وليس لديها أي مشروع مذهبي أو طائفي او أطماع في لبنان بعكس المشروع الإيراني".