تستعد الصين للاحتفال بالذكرى الـ90 لتأسيس جيش التحرير الشعبي، الذي يصادف 1 أغسطس/ آب المقبل، على وقع المناورات والأنشطة العسكرية التي أجرتها في أنحاء البلاد والمياه الدولية مؤخرا.
ويعيش جيش التحرير الشعبي أكثر الأشهر نشاطا في تاريخ البلاد، من حيث عدد المناورات والعمليات العسكرية التي أجراها، منذ إجراء إصلاحات عسكرية في البلاد عام 2015.
وتشعر الإدارة الصينية بضغوطات عليها من قبل العديد من الدول وعلى رأسها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية عقب إجراء كوريا الشمالية تجارب لصواريخها الباليستية شمال البلاد.
وفي الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي الصين بالضغط على بيونغ يانغ، لوقف برنامجها النووي، فإن خطة واشنطن بنشر نظام الدفاع "ثاد" المضاد للصواريخ الباليستية متوسطة المدى في كوريا الجنوبية لا تزال تؤرق إدارة بكين.
ومع استمرار وجود قوات البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي وكذلك الخلافات مع الدول الأخرى حول مناطق النفوذ في البحار، فإن أول حاملة طائرات صينية "لياونينغ" لا تزال تبعث برسائل للدول التي تشهد خلافات مع الصين، من خلال تواجدها في المياه المتنازع عليها.
وفي غربي البلاد فإن الشريط الحدودي بين الصين والهند يشهد توترا منذ مطلع يوليو/ تموز الجاري، حيث تقف قوات البلدين في حالة من "اليقظة" وعلى مقربة 150 مترا من بعضها.
-حاملة الطائرات "لياونينغ" في بحري الصين الشرقي والجنوبي
انطلقت "لياونينغ" أول حاملة طائرات صينية نهاية الشهر الماضي من ميناء "جينغداو" شرقي البلاد، نحو الجنوب وذلك في إطار فعاليات ذكرى مرور 20 عام على عودة "هونغ كونغ" إلى سيادة الصين.
واستمرت رحلة "لياونينغ" 22 يوما وقطعت خلالها 4 آلاف و600 ميلا بحريا، ومرت خلال الرحلة المذكورة من بحر "بوهاي" والبحر الأصفر وبحري الصين الشرقي والجنوبي ومضيق تايوان وصولا إلى هونغ كونغ، حيث أول ميناء تزوره حاملة الطائرات الصينية منذ دخولها قيد الخدمة.
ووردت مؤخرا، ادعاءات حول مراقبة سفن تابعة للبحرية الأمريكية، حاملة الطائرات الصينية خلال مرورها من مضيق تايوان وهي في طريق عودتها من هونغ كونغ في 11 يوليو/ تموز الجاري، ولم تكذب وزارة الدفاع الصينية الادعاءات بل اكتفت بالقول إن "الوضع تحت سيطرتنا".
وقالت الوزارة إن "لياونينغ" شاركت خلال عودتها من هونغ كونغ في تدريبات عسكرية بمضيق تايوان.
-المقاتلات الصينية في مضائق تايوان ومياكو اليابانية
أعلنت وزارة الدفاع اليابانية في 13 يوليو/ تموز الجاري أن 6 قاذفات صينية من طراز H-6 تابعة لحاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" انطلقت من مضيق جزيرة مياكو جنوبي البحر الهادئ، ونشرت صورا لتلك الطائرات إلا أن نظيرتها الصينية ردت على ذلك بالقول إنه "لا داعي لأن تشعر الأطراف المعنية بالقلق وتفسير الحادث بشكل مختلف. تحليقاتنا الروتينية ستستمر في المنطقة. اعتادوا على ذلك".
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع التايوانية في اليوم نفسه أن الطائرات المذكورة حلقت بالقرب من مجال الدفاع والكشف التابع لها ما دفع بقواتها العسكرية إلى حالة من التأهب.
وفي 20 تموز قالت وزارة الدفاع اليابانية إن 8 طائرات من طراز H-6 وطائرتا حرب إلكترونية حلقت في سماء جزر تايوانية قبل أن تعود أدراجها وتغادر المنطقة، فيما ردت الصين على التصريحات بأن "طلعاتنا التدريبية عبر قاذفاتنا أضحت مألوفة في المنطقة".
وحلقت 4 قاذفات صينية من الطراز المذكور في محيط تايوان بتاريخ 24 تموز الجاري، لتكون هي المرة الثالثة التي تحلق فيها القاذفات الصينية في سماء تايوان خلال شهر واحد.
وفي كل عملية تحليق طالبت السلطات المحلية في الجزر التايوانية من الشعب عدم الشعور بالقلق تجاه تلك التحليقات.
-مناورات مشتركة مع روسيا
أجرت البحرية الصينية في 10 تموز الجاري مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا في البحر المتوسط. شاركت فيها مقاتلات من الجيل الجديد تابعة لجيش التحرير الشعبي، وشهدت إطلاق نيران من السفن الحربية تجاه البحر، كما تم استخدام أسلحة خفيفة وتحليق للمروحيات.
وبدأت البحرية التابعة للجيش الصيني في 22 تموز مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا، في بحر البلطيق الذي يعد مجال توتر بين روسيا وحلف سمال الأطلسي (ناتو)، وأطلق عليها اسم "التعاون البحري-2017"، وهي الأولى التي تشارك فيها البحرية الصينية في البلطيق.
وشاركت بكين في المناورات المذكورة بأسطول كبير ضم مدمرة صواريخ من الجيل الجديد، وفرقاطة صواريخ موجهة وسفينة دعم لوجستي.
وأجريت المرحلة الأولى من المناورات الأخيرة قبالة سواحل "كالينينغ غراد" الروسية، فيما يستعد البلدان لإجراء المرحلة الثانية من المناورات في منطقة "أوثوسك" قرب حدود كوريا الشمالية والواقعة بين شرق روسيا وبحر اليابان.
-مناورات برية على الحدود الهندية
بدأت الصين في الآونة الأخيرة بأنشطة مناوراتية على حدودها مع الهند التي تعد ساحة لمعارك محتملة.
وأجرت الصين في منطقة "التيبت" ذاتية الحكم على حدودها مع الهند، تدريبات عسكرية استخدمت فيها أسحلة نارية لقصف أهداف قصيرة وبعيدة.
ونشرت الصين في المنطقة دبابات صغيرة من الجيل الجديد، محلية الصنع، فيما تتوارد الأنباء حول استعداد جيش التحرير الشعبي الصيني لزيادة قدرتها اللوجستية وأنشطتها العسكرية في المنطقة.
-أول مهمة عسكرية في جيبوتي
انتقل جنود تابعين لجيش التحرير الشعبي الصيني في 11 تموز الجاري إلى جيبوتي التي أسست فيها بكين أول قاعدة عسكرية لها خارج البلاد. وفق بيان لوزارة الدفاع الصينية.
ورغم تأكيد الإدارة الصينية بأن العمليات العسكرية غير الاعتيادية التي قامت بها الشهر الجاري بأنها "لا تستهدف أيا من الأطراف"، فإن تركيز أنشطتها على المناطق التي تعاني من مشاكل كان لافتا للأنظار.