قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير، اليوم الثلاثاء، إن الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في مدينة الموصل العراقية (شمال)، قد تشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
وأشار التقرير إلى أن الأدلة التي جمعتها المنظمة على الأرض، تشير إلى استهداف الغارات الجوية لمنازل مدنيين، متسببة بمقتل عوائل بأكملها، كان أبرزها الغارة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 مدنياً، في 17 مارس/آذار الجاري، التي وصفها التقرير بـ"أكثر الغارات سفكاً للدماء في العراق منذ سنوات".
وطالبت المنظمة التحالف الدولي والحكومة العراقية بفتح تحقيق مستقل وذلك بشكل فوري، خصوصاً في ظل مطالبة السلطات العراقية من المدنيين البقاء في منازلهم؛ الأمر الذي يعني "أنه كان ينبغي على قوات التحالف أن تعلم أن عددا كبيرا من الضحايا المدنيين قد يسقط جراء أي ضربات جوية"، وفق المنظمة.
والغارة المشار إليها، ووصفت بـ"المجزرة"، وقعت في حي "الموصل الجديدة" غربي الموصل، إلا أن بغداد اكتفت بالحديث عن "فتح تحقيق في الحادثة"، وذلك بعد أيام من وقوعها.
ونقل تقرير أمنستي عن كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في المنظمة، دوناتيلا روفيرا، إن "العدد الكبير للقتلى المدنيين يشير إلى أن قوات التحالف التي تشن الهجوم في مدينة الموصل، فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع وقوع وفيات بين المدنيين"، الأمر الذي وصفته بـ"الانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي".
كان تحالف القوى السنية (أكبر كتلة سُنية في البرلمان العراقي)، قال أمس الأول الأحد، إن "مجزرة الموصل" خلفت 263 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، متهماً القوات العراقية باستخدام القوة المفرطة في الأحياء المكتظة بالمدنيين.
والجمعة، قالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، إن طائرة أمريكية قصفت بناءً على طلب من قوات أمن عراقية الموقع التي تحدثت التقارير الصحفية عن وقوع المجزرة فيه.
ولفتت إلى أنه "تم فتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين".
ونقل تقرير أمنستي شهادات لمدنيين في الموصل عن غارات التحالف وعن أوضاع المدنيين العالقين في المدينة، وتحدث عن جرائم ترتكب بحقهم من قبل عناص تنظيم "داعش" الإرهابي، أبرزها استخدامهم كدروع بشرية في وجه تقدم القوات العراقية على الأرض.
والموصل مدينة ذات كثافة سكنية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها "داعش" في صيف عام 2014.
وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية، بدأت في أكتوبر/تشرين أول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي هجوما لاستعادة الشطر الغربي للمدينة.
ووفق الأمم المتحدة فإن نحو 600 ألف مدني لا يزالون في الجانب الغربي للمدينة بعد أن فر منها ما يصل إلى 200 ألف خلال الأسابيع الأخيرة.