ويقول سكان حي «اسنيورت»، وهو أحد الأحياء الفقيرة في ضواحي «اسطنبول» والتي انتشرت فيها تجارة المخدرات منذ فترة طويلة، إنهم لاحظوا انتشار المخدر في السنوات الأخيرة حيث إنه يباع في شوارع الحي بأكياس صغيرة كبديل آمن «للماريغوانا».
وتزامن انتشار هذا المخدر مع الارتفاع العالمي والملحوظ في تعاطي المخدرات بين الشباب مثل مخدر «ملح الاستحمام» وأنواع من «الماريغوانا» ذات الشعبية في «الولايات المتحدة الأميركية». وانتشر «بونساي» في تركيا، دون وجود أي نوع من القوانين التي تحظر بيعه أو استخدامه. وعندما لفت الأمر الانتباه، كان قد فات الأوان وأحدث هذا المخدر الكثير من الضرر.
فقد احتل «بونساي» وأثره على الشباب التركي عناوين الصحف والأخبار التركية خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورُبط بين الكثير من الوفيات في صفوف الشباب وبين تعاطي المخدر مما دفع بالشرطة أخيراً للانتباه لناقوس الخطر. حيث نشرت الشرطة في يوليو الماضي تقريراً يشير إلى أن «بونساي» الذي كان بالكاد معروفاً في عام 2010، أصبح يحتل صدارة المخدرات غير المشروعة في «اسطنبول»، أكبر مدينة تركية.
وعلى الرغم من تسويقه على أنه نوع من أنواع «الماريغوانا» المصنعة، إلا أن آثاره أقوى وأشد فتكاً مقارنة بالمخدرات الطبيعية. حيث يصف المتعاطون للمخدر الحالة التي يشعرون بها بعد تعاطي المخدر على أنها حالة معلقة بين الحياة والموت حيث يشعرون بالتخدير التام والتنميل في جميع أطرافهم.
وعلى الرغم من آثاره السلبية، يظل «بونساي» المخدر الأكثر شعبية في «تركيا» وذلك بسبب سعره، حيث يمكن الحصول على كيس يحتوي على ثلاثة غرامات مقابل دولار واحد في مقابل 10 دولارات للكمية نفسها من «الماريغوانا». بالإضافة إلى ذلك، فإنه يأتي في أكياس مبهرجة تغري الشباب الذي يحب تجريب أحدث الصيحات المجنونة.
وفي محاولة للسيطرة على المشهد، أصدرت «تركيا» مؤخراً تشريعاً لتشديد العقوبة على متعاطي المخدرات والتجار، بالتزامن مع جهود النشطاء الصحيين لرفع الوعي العام عن مخاطر هذا المخدر وآثاره. وفي حي «اسنيورت» قام مجموعة من المتعاطين السابقين بإنشاء مركز مؤقت للاستشارات عبارة عن خيمة ومجموعة من الكراسي البلاستيكية، حيث يعقدون كل يوم جلسات دعم ومساعدة لأي شخص يسعى للتخلص من تعاطي المخدرات.