تتوجه أنظار الجماهير الأردنية غدًا الثلاثاء إلى كمبوديا في انتظار خبر سعيد بتأهل منتخبهم "النشامى" إلى نهائيات أمم آسيا التي ستقام في الإمارات عام 2019.
ويحل المنتخب الأردني ضيفًا على نظيره الكمبودي غدًا في الجولة الخامسة وقبل الأخير للمجموعة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة للعرس القاري.
ورغم اقتراب الأردن من حسم بطاقة الأمم الآسيوية، إلاّ أن حالة من الترقّب المحفوف بالقلق من إخفاقات جديدة لمنتخب "النشامى"، بعد عجزه عن تحقيق نتائج مرضية في العديد من اللقاءات في الفترة الأخيرة، لا سيما الوديّة منها.
وتعادل المنتخب الأردني مع مضيفه الأفغاني في الجولة الرابعة للبطولة بثلاثة أهداف لكل منهما الشهر الماضي، فيما تعادل مع نظيره العُماني بهدف لكل منهما قبلها بنحو أسبوع.
ومنتصف الشهر الفائت، عقب التعادل مع أفغانستان وافق الاتحاد الأردني للعبة، على استقالة الإماراتي عبد الله المسفر من تدريب "النشامى" بعد فشله في النهوض بمستوى المنتخب.
وفي رده على كتاب الاستقالة الذي رفعه المسفر، لفت الأمير علي بن الحسين رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الأردني أن "سوء الطالع لازم المنتخب خلال مبارياته الأخيرة".
بعد استقالة المسفر بأيام، قرر الاتحاد الأردني تكليف لاعب المنتخب السابق ومدرب الفريق الأولمبي جمال أبو عابد (52 عامًا) بمهمة المدير الفني للفريق الكروي الأول.
مهمة صعبة تنتظر المدرب الوطني أبو عابد لإعادة بريق فريق بلاده، والذي تعاقب على تدريبه مذ عام 2003 تسعة مدربين عرب وأجانب.
وفي طريقه لكسر النّحس الذي لازمه في مبارياته السابقة، ينتظر فريق النشامى بقيادة "أبو عابد" تأكيد صدارته للمجموعة الثالثة التي يعتليها بفارق الأهداف عن فيتنام، في المواجهة التي تجمعه مع كمبوديا غدًا.
الأناضول التقت المدرب أبو عابد في مقابلة خاصة على هامش حصة تدريبية للمنتخب الأردني، تحدث خلالها عن أبرز الأمور المتعلقة باستعدادات الأردن للمواجهة المنتظرة مع كمبوديا، إضافة إلى رؤيته وخططه المستقبلية مع "النشامى".
قال أبو عابد: "هناك عدد من اللاعبين القدامى من أصحاب الخبرة، وهناك خليط من الشباب الجدد الذين تم ضمهم لأول مرة للمنتخب الوطني، ونتيجة لبعض الظروف والإصابات تم تبديل بعض اللاعبين".
واستدرك "لكن في المجمل الفريق سيلعب للزمن الحالي وللمستقبل وسيكون أفضل إذا ما استمر هؤلاء اللاعبين مع بعضهم؛ لأن لدينا نظرتان الأولى لتصفيات آسيا والأخرى لنهائيات البطولة بالإمارات بعد أن نتعدى المحطتين القادمتين".
وعن قدرة المنتخب الحالي على اجتياز كمبوديا أشار أبو عابد أن "التشكيلة الحالية من أفضل لاعبي الأردن، وبالتالي قادرون على أن يظهروا بمظهر لائق في الدرجة الأولى ومن ثم يأتي الفوز".
وأضاف "ما يهمنا هو أن يعيدوا مستوى المنتخب الأردني وأداؤه الذي وصل في مراحل إلى مستويات متقدمة ، فالضغط كبير علينا أن نظهر بمظهر لائق ثم نحقق الفوز".
أما عن طريقة لعب المنتخب أمام نظيره الكمبودي، أوضح أبو عابد: "طريقتنا لا تعتمد على عناصر موجودة في الملعب بالشكل العام، لكنها تعتمد على مدى أداء اللاعبين داخل الملعب وانسجامهم وحركتهم وتوافقهم مع بعضهم، إضافة إلى الأمثل بعكس ما يتصرف الخصم، خاصة أنه سيلعب في بلده، وفي بعض الأوقات يمكن أن يكون لدينا صبر على الخصم وفي أخرى الضغط، وبالتالي ستكون مرونة في طريقة اللعب".
ولفت المدرب الأردني إلى أنه "بغض النظر عن المجموعة وترتيبها والنقاط وكل هذه الأمور، المنتخب الوطني تعددت الأسماء التي قامت بتدريبه من 2003 حتى اليوم نحو 9 مدربين".
وأوضح أن "الاستقرار مهم جداً للمنتخب الوطني، إضافة إلى الاستقرار في اللاعبين أنفسهم وتقديم الأداء المشرف الذي يعكس صورة الكرة الأردنية، نحن لا ننظر إلى نقطة أو ثلاث نقاط بقدر ما يهمنا أن نظهر بشكل لائق، وإن شاء الله سيكون الفوز حليفنا".
وعن رؤيته المستقبلية مع النشامى أكد أبو عابد أنه "لا بد أن يكون لنا رأي في المسابقات التي تتم في الأردن حتى نستطيع أن نعطي فراغًا (وقتًا) أكبر للمنتخب ولنعده بشكل أفضل ونجري مباريات على مستوى عالٍ بعد التأهل حتى يكون مستوى المنافسة مرتفع، لأنك تقابل فرق في نهائيات آسيا غير من تقابلهم في التصفيات ويجب أن يكون الإعداد بمستوى الحدث".
واعتبر أبو عابد أن من أبرز أهدافه مع المنتخب الأردني أن يخدم بالطريقة المناسبة ويجهز لاعبين بالمستوى المطلوب لتصفيات ونهائيات آسيا، والأداء العالي أهم من الفوز لأن "لاعبي الفرق المنافسة يلعبون في دوريات متقدمة جدًا، وبالتالي خططنا ستكون متقدمة في المستقبل".
وعن الفترات الأخيرة التي مر بها المنتخب الأردني، أبو عابد لم يطعن بمن سبقه في تدريب الفريق، واعتبر نفسه عنصرًا من جهاز كامل، ودعم الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني بالدرجة الأولى، مؤكدًا أن "اللاعبين العنصر الأهم في أن يكونوا على مستوى الحدث الذي يعملون به، وسنعطي كل خبراتنا للاعبين".
وبشأن تطلعه لتحقيق حلم الأردنيين بالمشاركة في نهائيات كأس العالم عبر الوصول لمونديال قطر 2022، أوضح أبو عابد أن "كل المنتخبات تعمل لنفس الحلم وبالتالي كما تعد نفسك، كل المنتخبات تعد أنفسها".
وأضاف "أصبحنا نقابل منتخبات على مستوى عالٍ مثل أستراليا واليابان وإيران ومنتخبات قوية جدًا أخرى، طموحنا سيكون بمستوى الحدث، لكن العمل يجب أن يكون متواصلًا حتى نحقق أحلام الأردنيين بالوصول إلى كأس العالم".
وأردف "هذا يحتاج إلى جهد شاق ومضني ويومي، إضافة إلى الاهتمام بالبطولات المحلية حتى نرفع مستوى اللاعب من خلال الأندية؛ لأن أكبر زمن للاعب يكون في الأندية، وبالتالي إذا رفعنا مستوى البطولات المحلية سنقطع نصف الطريق، ونعطي مساحات للمنتخب باستعداده من خلال توفير المتطلبات المتمثلة بالمنافسات القوية مع المنتخبات التي ستوازيك في التصفيات المتقدمة على مستويات كأس العالم".