المصالحة الفلسطينية تواجه تحديات جديدة

المصالحة الفلسطينية تواجه تحديات جديدة
20.3.2018 13:19

eposta yazdır zoom+ zoom-
أجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي ألقاه مساء أمس، سيؤثر بشكل كبير وسلبي على مسار المصالحة الفلسطينية. 
 
واتفق المحللون، في حوارات منفصلة لوكالة "الأناضول"، أن ملف المصالحة سيشهد تعطّلاً قد يستمر في المستقبل القريب. 
 
وقال المحللون، إن الخطوات العقابية التي سيضيفها "عباس"، إلى الخطوات التي فرضت في إبريل/ نيسان 2017، ستعمل على توسيع فجوة الخلافات الفلسطينية الداخلية. 
 
ومساء أمس، اتهم الرئيس "عباس"، في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية، في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، "حماس" بتنفيذ محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في غزة، الثلاثاء الماضي. 
 
وشن عباس هجوما غير مسبوق على الحركة، وعلى قادتها، وأشار إلى أنه قرر اتخاذ "القرارات القانونية والمالية والشرعية كافة بحق قطاع غزة، على خلفية محاولة الاغتيال"، دون مزيدٍ من التفاصيل حول هذه القرارات. 
 
وقال الرئيس الفلسطيني، إن "حماس" خالفت كل ما تم الاتفاق عليه مع حركة "فتح" حول تحقيق المصالحة، خلال الاجتماعات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، نهاية العام الماضي. 
 
ووقعت حركتا "فتح" و"حماس" اتفاقًا للمصالحة برعاية مصرية، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، لتنفيذ تفاهمات سابقة. 
 
والثلاثاء الماضي، تعرض موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، والوفد المرافق له، لتفجير عقب وصولهم لقطاع غزة.
 
المحلل والباحث في المركز المعاصر لتحليل السياسات (غير حكومي)، سليمان بشارات، وصف خطاب الرئيس محمود عباس فيما يتعلق بالمصالحة بأنه "خطاب الفراق". 
 
وأشار إلى أن ذلك يتضح من خلال أمرين "الأول الاتهام المباشر لحركة حماس بالوقوف خلف استهداف موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله، والثاني رفضه الحديث عن طرفي الانقسام، واعتبار مصطلح طرفي الانقسام غير واقعي، وأن الانقسام قائم من طرف واحد هو حماس وفقا لوصفه". 
 
وتابع بشارات في حديثه للأناضول:" حديث الرئيس عباس عن خطوات قادمة، يعني تعزيز حدة المواقف التي سيتخذها بحق قطاع غزة، وهذا يعني أن الفجوة سوف تتسع خلال الفترة المقبلة". 
 
إضافة إلى ذلك، يبدو من حديث الرئيس عباس، الذي جاء خارج المألوف في الخطابات الرسمية، أنه انتقد الدور المصري من المصالحة، وإن كان ذلك بشكل ضمني، بحسب الباحث. 
 
وقال:" هذا يعني أن المرحلة المقبلة لن تكون مهيأة للحديث عن أي تقارب في ملف المصالحة". 
 
ورجّح بشارات أن "تبقى الأمور مرشحة لكثير من التوقعات، بناء على الخطوات الفعلية التي قد يتخذها عباس بهذا الاتجاه". 
 
من ناحيته، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية (غير حكومية)، عثمان عثمان، إلى عدم وجود أمل بتحقيق المصالحة أيضا، خاصة بعد خطاب عباس أمس. 
 
وقال لوكالة الأناضول:" الخطاب وضع حد للمصالحة بشكل واضح وصارخ، ولن تتم المصالحة في ظل وجود الرئيس محمود عباس". 
 
وأرجع عثمان سبب ذلك "للاتهامات الحادة والقوية" التي وجهها عباس لحركة حماس في خطابه. 
 
وأضاف:" لا أعتقد أن الخط المعتدل في حماس، والذي أعطى المصالحة الوقت الطويل، والفرص الكثيرة، سيتعزز بعد الخطاب، وسيسود الخط الثاني الذي كان مقتنعا بعدم وجود مصالحة إلا على حساب المقاومة وحركة حماس والمصلحة الوطنية من منظورهم". 
 
ورأى عثمان أنه لا يوجد مبرر لهذا التصعيد، في ظل تعرض المشروع الفلسطيني للهجوم الأمريكي العربي، على حد قوله. 
 
واستدرك بالقول:" ربما يكون ذلك للدفع بتمكين الحكومة الفلسطينية في غزة كما هي بالضفة، على الرغم أنه حتى بالضفة لا يوجد سيادة للسلطة الفلسطينية، في ظل استباحة إسرائيل لها واقتحامها للمدن وقتما تشاء". 
 
وختم حديثه بالقول:" لقد فُقد الأمل بالمصالحة". 
 
ويتفق معهما، الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، من غزة، حيث قال لـ"الأناضول":" يشير خطاب عباس إلى وجود فراق كبير حتى الآن، ولا أتوقع أن يتم رأب الصدع قريباً، وكل المؤشرات تقول لا عودة إلى المصالحة في الوقت الحالي". 
 
لكن إبراهيم يرى أنه رغم "الخطاب السوداوي الذي ألقاه الرئيس عباس، مساء أمس، إلا أنه مازالت تتوفر مساحة للفلسطينيين حيث يعتقدون أنهم يستطيعون أن يتوصلوا إلى حلول". 
 
وأضاف:" ذلك يمكن بعيداً عن المحاصصة والحزبية وتغليب المصلحة الوطنية على الحزبية". 
 
ووصف إبراهيم خطاب عباس بـ"المعركة الداخلية التي فتحت على الفلسطينيين في قطاع غزة". 
 
وقال:" كنا نتمنى أن تكون هذه المعركة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، التي تمارس الضغط عليه لفرض صفقة القرن". 
 
ويعتقد إبراهيم أن الرئيس "عباس" اختار الطريق "التي اعتقد أنها أسهل من فتح مواجهة مع إسرائيل". 
 
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي، حمزة أبو شنب، من غزة، أن مسار المصالحة الفلسطينية "سيشهد تعطّلاً، عقب خطاب عباس". 
 
وأضاف، خلال حديثه لـ"الأناضول":" لكن المصالحة وإنهاء سيبقى خياراً استراتيجياً، وملفه سيبقى حاضراً، سواء في ظل وجود عباس أو عدمه". 
 
وبيّن أبو شنب أنها ليست "المرة الأولى التي يتعطل فيها مسار ملف المصالحة". 
 
ولا يعني تعطّل مسار المصالحة أن حركة "حماس" ستتجه نحو اتخاذ خطوات أحادية في قطاع غزة، بحسب أبو شنب، إنما قد تتخذ خطوات، وصفها بـ"المدروسة والتي تتماشى مع واقع المجتمع بغزة". 
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس