طالبت المعارضة السورية، مساء الخميس، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"تحجيم دور إيران أكثر في البلاد"، فيما شددت على ضرورة أن تقوم المعارضة بـ"تثقيف" الإدارة الجديدة بالوضع السوري أكثر.
جاء ذلك على لسان، فرح الأتاسي، إحدى المتحدثات باسم الهيئة العليا للمفاوضات، في مؤتمر صحفي عقد بمقر إقامة وفد المعارضة المشارك في مفاوضات جنيف-5.
وقالت الأتاسي، إن المعارضة اجتمعت اليوم (الخميس) بالمبعوث الأمريكي إلى سوريا مايكل راتني، مشيرةً أن "الإدارة الحالية مشغولة حاليا بترتيب البيت (الأمريكي) الداخلي".
وأضافت "الشعب السوري دفع أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما بتعزيز النفوذ الإيراني، واليوم نرى كثيرا من الأمور تتقاطع مع الإدارة الحالية، وأولها تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، ويهمنا خروج كافة الميليشيات والقوى الأجنبية من البلاد".
وأوضحت قائلة "نتطلع للعمل مع الإدارة التي بحاجة لتثقيف بالثورة السورية، و(الرئيس) ترامب قادم من خلفية تجارية اقتصادية، ومن واجبنا العمل معها ونثقفها بالقضية السورية، نحن لسنا أمام قضية سياسية، نحن أمام قضية وثورة وهناك كثير من الجسور يمكن أن نمدها، وأهمها محاربة الإرهاب".
وفي نفس السياق، بيّنت أن "نتطلع لأن نعمل بشراكة حقيقية مع الإدارة في مكافحة الإرهاب (..) والهيئة العليا للمفاوضات تمثل غالبية القوى الثورية، وهي الشريك الرئيسي للإدارة الحالية للتعامل بفتح صفحة جديدة بسياسة أكثر حزما بالملف السوري، بتحجيم إيران والتعاون مع روسيا، لان الأخيرة سطت على الملف السوري، ونريد عودتهم (أمريكا) للتعامل مع الملف".
من جهتها، وحول جلسة اليوم مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ضمن سابع أيام المفاوضات، قالت أليس مفرج، نائب رئيس وفد المعارضة التفاوضي، في المؤتمر الصحفي ذاته، إن "الجلسة اليوم كانت استكمالا للاجراءات الدستورية الناظمة للمرحلة الانتقالية، وتحدثنا عن الاعلان الدستوري، وهو الناظم للعملية السياسية، وعن تحديد جدول زمني محدد لصياغة دستور يصيغه السوريون".
وأردفت "نحن مصرون على موضوع الانتقال السياسي بما يصب في صالح هيئة الحكم الانتقالي، وتشكيلها ومهامها وآليات اتخاذ قراراتها، وبنود اجراءات الثقة، هي بنود ما فوق التفاوضية".
وعن تأثيرات الوضع الإنساني، تحدث منذر ماخوس، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، قائلاً إن "المساعدات متوقفة في الميدان، وخلال الأشهر الأربع (الأخيرة) وصلت مساعدات قليلة لبعض الأماكن المحاصرة".
ولفت إلى أنه "وفق معلومات الأمم المتحدة أمس، تم تقديم المساعدات إلى 434 ألف شخص فقط، في 9 قوافل دخلت، وهو (رقم) قليل قياسا بالعشرات من القوافل في السنوات السابقة".
مبيناً أن "نحو 23% من المدن صعبة المنال، فقط 7 من المدن المحاصرة وعددها 20 تلقت مساعدات".
وعلّق ماخوس على اتفاق من أجل إخلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب التابعة للنظام، ونقلهم إلى منطقة الزبداني في مقابل نقل سكان المنطقة الأخيرة إلى مناطق المعارضة، بقوله "هناك عملية تصفية عرقية في سوريا، كان يقوم النظام بداية بعملية إجلاء قسري بسبب الجوع ونقص الأدوية، وسياسية الأرض المحروقة".
والتقت المعارضة السورية مع "دي ميستورا" في المقر الأممي، عقب لقاء الأخير مع وفد النظام، ووفدي منصتي القاهرة وموسكو، التي تدعي أنها من المعارضة السورية، في اليوم السابع من مفاوضات "جنيف 5"، حيث انطلقت بلقاءات رسمية الجمعة الماضية، ومن المتوقع انتهائها الجمعة المقبلة.
ومنصتا القاهرة وموسكو، هما تجمعان تم الإعلان عن تأسيسهما في مصر وروسيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتعلنان أنهما تمثلان طيفا من المعارضة السورية، غير أن أطيافا من المعارضة ترى أنهما "تحابيان روسيا، الداعم الرئيس للنظام، وتملكان توجهات وأولويات تتباين مع أولويات الهيئة العليا للمفاوضات"، التي يشكل الائتلاف السوري المعارض عمودها الفقري.