أيها الشباب المسلمون! أن يكون الشخص شابا في آخر الزمان يعني الامتحان في وسط حيث يكذَب الصادق ويصدَق الكاذب ويؤتمن فيه الخائن ويخون الأمين. (ينظر للحديث، الطبراني؛23،314)
أن يكون الشخص شابا في آخر الزمان يعني الامتحان في وسط باتت همّة الناس بطونهم ، وشرفهم متاعهم ، وقبلتهم نساؤهم ، ودينهم دراهمهم.( ينظر للحديث، كنز العمال؛ 11،192،31186)
أن يكون الشخص شابا في آخر الزمان يعني الامتحان في وسط من لم يأكل فيه الربا نال من غباره،وترتكب المحرمات مثل الزنا وشرب الخمر والقمار، ولا يرعى القسط في التجارة، ويتلف المال العام، و تخلو المساجد من المصلين، و يصعد الترف واللهو إلى القمة ويسب اللاحقون الأجيال الماضية. (ينظر للحديث،ابن ماجة؛الفتن،22؛ الترمذي،الفتن؛ 38،2211، الحاكم 4؛583،8623)
أن يكون الشخص شابا في آخر الزمان يعني الامتحان في وسط يلاحظ فيه شح مطاع، وهوى متبع، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ( بحزبه وجماعته وأفكاره وإيدولوجيته). (ينظر للحديث؛الترمذي، التفسير؛6)
أيها الشباب المسلمون! لقد بلغ سيدنا صل الله عليه وسلم بأن الامتحان في مثل هذا الزمان صعب كامساك الشخص في يده جمرة من النار. عندما سأله الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ما ينبغي فعله إذا أدركوا هذا الزمان أجاب سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم موصيا ببعض النصائح التي من شأنها ترشدنا كبوصلة. قال:إئتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ودع أمر العوام فإن من ورائكم أياماً الصبر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله.(مجمع الزوائد؛7،282)
أول نصيحة لنبينا صل الله عليه وسلم هي الاستمرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لأن هذه الوظيفة تجعل الشخص حيا أولا. في حين انزلاق كل الأقدام عن المسار تجعل هذه الوظيفة قدم شخص ثابتا. مهما تكن الشروط والظروف يكون الشخص القائم بهذه الوظيفة صاحب إيمان قوي وشعور يقظ ووعي ثاقب وشخصية متينة وموقف يميزه عن الآخرين. لأن انقاذ الشخص نفسه لا يتحقق من خلال ترك كل شيء والانسحاب إلى زاوية بل إنقاذ النفس كفاح حتى آخر نفس.
النصيحة الثانية لسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم هي الابتعاد عن العوام أي الجهلة. الذين لا يفهمون الكلام ولا يصلحون والذين يجعلون رأيهم أو حزبهم أو زعيمهم او إيدولوجيتهم كأصنام تعبد والذين يجدون لكل شيء غلافا ويصدرون الفتاوى لكل حرام والذين لا يفعلون سوى اتهام الآخرين.
لأن أهم شيء في مثل هذه الأزمنة هو زمان. لذا إذا يقضى هذا الوقت لأحد ينبغي أن يقضى أولا للذي يستمع إلى النصيحة والذي يفتح قلبه لقبولها والذي يحتاج إلى الدعوة أكثر. وفي مقدمة هذه الفئات يأتي الشباب مهما تكن ذنوبهم وأخطاؤهم كثيرة. لذا من يريد أن ينقذ نفسه عليه توفير الوقت للشباب!
النصيحة الثالثة لنبينا صل الله عليه وسلم هي بذل الجهد للعيش كمسلم مهما تكن الظروف. هذا يعني محاولة البقاء والموت على الإسلام كقابض جمر في زمان؛ يسعى الكتل إلى الربا والعلاقات المحرمة ويسكت عن الظلم والرشوة والمحسوبية.
أيها الشباب المسلمون! إذا أدركتم مثل هذه الأزمنة فاعلموا أن هذه الأعمال التي ذكرناها ستجعلكم مثابين كثواب خمسين شخص من الصحابة.