الوجود الأمريكي المرتقب سحبه من سوريا.. تساؤلات عالقة

الوجود الأمريكي المرتقب سحبه من سوريا.. تساؤلات عالقة
20.12.2018 16:41

eposta yazdır zoom+ zoom-
أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات حول مصير الكميات الضخمة من الأسلحة والذخائر التي قدّمتها الولايات المتحدة إلى حليفها تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي خلال العامين الأخيرين.
 
تشكلت السياسة الأمريكية بسوريا في السنوات الثلاث الأولى من الأزمة التي اندلعت في مارس/ آذار 2011، من خلال مطالبة الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما، وفرض العقوبات الاقتصادية على النظام، وما سميّ بـ"الخط الأحمر".
 
ورغم إعلانه بأن موقفه بشأن التدخل في سوريا قد يتغير في حال استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية، لم يحرك أوباما ساكنًا أمام المجزرة التي وقعت في غوطة دمشق الشرقية في 21 أغسطس/ آب 2013 وأدت إلى مقتل أكثر من 1400 مدني سوري، الأمر الذي كشف بأن خطاب الرئيس الأمريكي السابق فارغ وبلا معنى.
 
وبدأ التدخل الأمريكي في الحرب السورية في أيلول/ سبتمبر 2014 من خلال شنّ غارات جوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ثم بدأت واشنطن باستخدام "ي ب ك/ بي كا كا" كقوة برية تزامنًا مع تصاعد خطر "داعش".
 
وبفضل الدعم الجوي الأمريكي، وبعد معارك مع "داعش"، احتل "ي ب ك/ بي كا كا" مدينة "عين العرب" (كوباني) في يناير/ كانون الثاني 2015، ومدينة "تل أبيض" في يونيو/ جزيران 2015.
 
ورغم جميع التحذيرات التركية، ساهم الجيش الأمريكي بكل إمكاناته في نمو "ي ب ك/ بي كا كا" وتوسع في سوريا، حيث تمكن في نهاية 2015 من العبور إلى الضفة الغربية لنهر الفرات.
 
خلال هذه الفترة، أنشأت الولايات المتحدة قاعدة جوية في منطقة "رميلان" التابعة لمحافظة الحسكة السورية، وبدأت بنقل التعزيزات العسكرية إليها برًا من العراق وعن طريق الجو اعتبارًا من أبريل/ نيسان 2016.
 
ومع زيادة الدعم الأمريكي بالأسلحة الثقيلة والمدرعات ومضادات الدبابات والذخائر، تمكن "ي ب ك/ بي كا كا" من السيطرة على نحو ربع مساحة سوريا في غضون سنتين.
 
- هل ستستعيد الولايات المتحدة الأسلحة التي قدمتها إلى "ي ب ك/ بي كا كا"؟
 
تعهّد المسؤولون الأمريكيون في كل مناسبة بأنهم سيستعيدون الأسلحة المقدمة إلى التنظيم الإرهابي عندما ينتهي خطر "داعش".
 
ومع إعلان الانسحاب من سوريا، ينتظر الجميع ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوفي بوعهدها، وهي التي أكّدت بأن علاقتها بالتنظيم "تكتيكية ومؤقتة".
 
- كيف سيكون الانسحاب؟
 
من بين التساؤلات أيضًا، الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وما إذا كانت واشنطن ستسحب كامل القوات أم لا، وهل ستترك المجال الجوي لشرق الفرات للنظام وروسيا؟
 
الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بدء عودة الوحدات الأمريكية من سوريا، لكنها قالت إنها ستواصل العمل مع "الشركاء المحليين". ما أثار سؤالًا آخر حول طبيعة هذا العمل.
 
- 3 قواعد أمريكية قيد الإنشاء
 
سرّعت الولايات المتحدة جهودها في إنشاء القواعد العسكرية في سوريا، بعد هزيمة "داعش" في معظم محافظتي الرقة وديرالزور في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
 
وإضافة إلى 15 قاعدة عسكرية بنتهم في السنوات الماضية، بدأت الولايات المتحدة هذا العام ببناء قاعدة جديدة في حقل العمر النفطي، وهو أكبر حقل نفطي في سوريا، وقاعدة بالقرب من هجين آخر معاقل داعش بريف دير الزور الشرقي، إلى جانب قاعدتين عسكريتين بالقرب من القامشلي شمالي شرقي سوريا.
 
وأفادت مصادر محلية لمراسل الأناضول أن التوسع الأمريكي في بناء القواعد والنقاط العسكرية، لهي مؤشر على نية الولايات المتحدة البقاء بشكل دائم في المنطقة.
 
- إنشاء نقاط المراقبة
 
كما بدأت الولايات المتحدة مؤخراً ببناء نقاط مراقبة لها على الحدود مع تركيا. وبحسب المصادر فإنه بدأ بالفعل عمليات إنشاء تلك النقاط وتجهيزها لتمركز الجنود الأمريكيين فيها، بهدف حماية "ي ب ك" في المنطقة.
 
نقطة المراقبة الأولى التي رصدتها الأناضول، تقع شرقي مدينة "تل أبيض" السورية التي تقع قبالة قضاء "أقجة قلعة" في ولاية "شانلي أورفة" التركية.
 
فيما تقع النقطة الثانية في "تلة موسى"، والثالثة في "تلة الخنزير"، والرابعة في "تلة أرقم".
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس