شدد بابا الفاتيكان فرنسيس، على ضرورة استئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل يكرس التعايش السلمي بين الدولتين في حدود معترف بها دوليا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه سكرتير عام الفاتيكان الأب يؤانس لحظي اليوم الأربعاء، خلال "المؤتمر العالمي لنصرة القدس" الذي ينظمه الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، لمدة يومين، لمناقشة التطورات الأخيرة عقب قرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وأكد أن "قيمة القدس تتجاوز مجرد التباحث حول الأراضي، ولا بد من وضع حل للحفاظ على هيبة مدينة القدس ودعوتها الفريدة كمكان سلام، وعلى قيمتها العالمية مما يفسح المجال لبزوغ مستقبل من المصالحة والأمل للمنطقة بأسرها".
وتابع البابا "لن أكف عن الاستمرار بالدعاء لله من أجل قضية السلام، كي يتحقق سلام حقيقي وفعلي، وأرفع الصلوات كي يعمل رؤساء الدول والسلطات الدينية من أجل تجنب دوامات جديدة من التوتر".
وتوقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل / نيسان 2014، إثر رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، طالب أولاف فيكس تفانيت أمين عام مجلس الكنائس العالمي (تجمع عالمي يهدف إلى توحيد الكنائس الشرقية، ومقره أمريكا)، واشنطن بمراجعة قرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، احتراما للأعراف والقانون الدولي.
وأكد تفانيت في كلمته أمام المؤتمر نفسه، أن تسوية الصراع حول القدس سيؤدي إلى حل كثير من الأمور، لافتا إلى ضرورة تقديم مساهمات عملية لتحقيق المطالب المشروعة للفلسطينيين، وتحقيق سلام عادل، وحل قضية القدس.
من جانبه، قال بابا أقباط مصر تواضروس الثاني، إن الكنيسة الأرثوذكسية أعلنت بوضوح رفض القرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا التزامه الوقوف ضد أي قرار يؤدي إلى ضياع حقوق الشعوب.
ودعا، في كلمته إلى "دراسة وضع القدس ليس من الناحية الدينية فقط، وإنما من الناحية الإنسانية المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني"، مطالبا كل القوى الدولية الفاعلة بإقرار السلام الشامل والعادل الذي يمنح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ويشارك في فعاليات المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدد من كبار المسؤولين والشخصيات من حوالي 86 دولة، وتتناول الفعاليات سبل اتخاذ خطوات عملية لدعم الهوية العربية والفلسطينية للمدينة المقدسة.
وفي 6 ديسمبر / كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، ما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلقا وتحذيرات دولية.
وفي 14 من الشهر نفسه، استضافت إسطنبول قمة "منظمة التعاون الإسلامي" الطارئة بشأن القدس، وتضمن البيان الختامي 23 بندا، تشمل خارطة طريق مبدئية من شأنها التصدي لقرار ترامب، ودعوة دول العالم للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وردا على قرار ترامب، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 من الشهر ذاته، بأغلبية ساحقة، قرارا تقدمت بمسودته كل من تركيا واليمن، يرفض الخطوة، ويؤكد التمسك بالقرارات الأممية ذات الصلة.