بدأ المئات من المواطنين الفلسطينيين، صباح الجمعة، بالتوافد نحو مخيمات "العودة" المُقامة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، للمشاركة بـ"جمعة الكوشوك"؛ ضمن فعاليات "مسيرة العودة".
وأطلق ناشطون فلسطينيون على الجمعة الثانية، لمسيرات "العودة وكسر الحصار"، اسم "جمعة الكوشوك"؛ حيث أعربوا عن نيتهم إشعال أعداد كبيرة من إطارات السيارات المطاطية المستعملة، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ويقول الناشطون إن الدخان الأسود الكثيف المنبعث من حرق إطارات المركبات المطاطية "الكوشوك"، يشكّل حاجزا يعيق رؤية الجيش الإسرائيلي للمتظاهرين؛ ما يؤدي إلى تقليل أعداد الضحايا الذين يقتلهم "القناص الإسرائيلي".
ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأ الناشطون على طول حدود قطاع غزة، بتجهيز إطارات المركبات المطاطية تمهيداً لإشعالها.
ويعد إشعال الإطارات، شكلا قديما من أشكال المقاومة الشعبية الفلسطينية، وانتشر تحديدا إبان انتفاضة الحجارة (الأولى) التي اندلعت عام 1987.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة "حماس":" جماهير شعبنا التي بدأت بالتوافد على الحدود الشرقية لقطاع غزة ، لن تسمح بمرور أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد حقهم بالعيش الحر الكريم".
وتابع قاسم، في تصريح وصل "الأناضول" نسخة منه، اليوم:" شعبنا المناضل كله عزيمة وإصرار على مواصلة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار ، حتى تحقيق أهدافها".
وأوضح أن "محافظة الجماهير على الطابع الشعبي السلمي للمسيرات، هو ضرب لكل الدعاية المتهاوية التي يروجها الاحتلال حول هذه المسيرات.".
وأكد قاسم أن "تهديدات الاحتلال لن تفلح في حرف المسيرات عن مسارها، ولن ترهب المشاركين".
وأثارت فكرة "جمعة الكوشوك"، سخطا في الأوساط الإسرائيلية العسكرية والسياسية.
وقال موقع "إسرائيل بالعربية" التابع للخارجية الإسرائيلية، أمس الخميس:" حماس ستحاول حرق الجدار الأمني مع إسرائيل من خلال إشعال الآلاف من إطارات السيارات (أو بلغتها "الكوشوك") وإلقاء الزجاجات الحارقة".
وأضافت:" هذا سيحرق حقولاً ومزروعات فلسطينية قرب الجدار وسيتسبب في أزمة بيئية خطيرة جدا لسكان القطاع جميعاً".
وقالت إن "(حركة) حماس لا تكترث بالفلسطينيين إطلاقا ولا تبالي إذا تسبب ذلك في وفاة الأطفال والشيوخ والمرضى".
واقتبست الوزارة في بيانها، وفي مشهد غير اعتيادي، آيات قرآنية من سورتي "البقرة"، و"الأنفال".
وبدأت مسيرات العودة، صباح الجمعة الماضية، حيث تجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، للمطالبة بالعودة.
وتبعد خيام العودة، المقامة طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، مسافة 700 متر عن السياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل.
ومن المقرر أن تصل فعاليات مسيرة العودة ذروتها في 15 مايو/ أيار المقبل.
ويقمع الجيش الإسرائيلي هذه الفعاليات السلمية بالقوة واستهدف المدنيين بدم بارد، ما أسفر استشهاد 22 فلسطينيًا، وإصابة المئات، منذ الجمعة الماضي.