من إحدى الغايات الأساسية لشهر رمضان الذي قد أدرك كمخيم التدريب المكثف الذي يتم فيه تطبيق برنامج تعليمي جادوالتعاليم الإلاهيةللمسلمين؛ أن يجعل الأمة جاهزة لباقي أحد عشر شهرا من حيث العبادة والأخلاق والجهاد والمقاومة. كان رمضان فترة مهمة للاستعداد والتدريب لأمة ستقاوم طوال السنة ضد الإتجاه العلماني والتواني في العبادات والمشاكل الأخلاقية والظلم بما في ذلك الاحتلال الصهيوني والاستعماري.
كما كان الله عز وجل يجهز النبي عليه السلام للمقاومة الخطيرة ضد الأشياء التي ستواجهه من الضغط والتعذيب والظلم والتهديد في طريق الدعوة بقيام الليل وقراءة القرآن فيه كما جاء في كلامه: نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا (3) أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا. (سورة المزمل 3ـ7) يجهز أمتنا أيضا بالعبادات المكثفة في شهررمضان للكفاح الذي سنمارسه طوال أحد عشر شهرا.
الذين أدركوا هذه الفترة الصعبة والمكثقة من حيث العبادة على ما ينبغي سيكون لهم احد عشر شهرا الذي يلي رمضان مباركا أيضا.
المسلم الذي قد ألجم نفسه امام الجوع والعطش بتدريب الصوم في شهر رمضان المبارك إذا استمر في الجام نفسه بالمثابرة على النوافل والصيام سيكون أحد عشر شهرا البافي مباركا أيضا.
المسلم الذي قد عزز علاقته بالمسجد والجماعة بصلوات التراويح في شهر رمضان المبارك إذا استمر بعد شهر رمضان أن يؤدي صلواته مع الجماعة في المسجد سيكون أحد عشر شهرا الباقي مباركا أيضا.
المسلم الذي انقطع إلى القرآن بختماته والمقابلات في شهر رمضان المبارك إذا انقاد لأوامر القرآن وحافظ على علاقته معه بعد رمضان سيكون أحد عشر شهرا الباقي مباركا أيضا.
المسلم الذي تعلم رعاية أصحاب الاحتياجات بالانفاق عليهم في شهر رمضان المبارك بتدريب الصدقة والزكاة إذا بقي صادقا لمعياره للانفاق بعد رمضان سيكون أحد عشر شهرا الباقي مباركا أيضا.
المسلم الذي تدرب على الاستيقاظ في نصف الليل في شهر رمضان المبارك بتدريب السحور إذا ثابر على قيام الليل بعد رمضان سيكون أحد عشر شهرا الباقي مباركا أيضا.
المسلم الذي ودع الذنوب بالتوبة والاستغفار في شهر رمضان المبارك إذا بقي وفيا لتوبته وعهده وابتعد عن ارتكاب الذنوب سيكون احد عشر شهرا الباقي مباركا أيضا.
المسلم الذي أصبح بعيدا عن الغيبة والقيل والقال والكذب والافتراء وكسر القلوب والجدال بتدريب الأخلاق في شهر رمضان المبارك إذا استطاع أن يحافظ على هذا البعد سيكون أحد عشر شهرا الباقي مباركا أيضا.
المسلم الذي جمع الأعمال كالجبال من الصوم والصلوات وقراءة القرآن والانفاق والأخلاق الحسنة في شهر رمضان المبارك إذا لم يضيعها وحافظ عليها سيكون أحد عشر شهرا الباقي وعمره كله مباركا أيضا.