تراجع الدينار الجزائري يلهب أسعار الكتب ويصدم الناشرين والقراء (تقرير)

تراجع الدينار الجزائري يلهب أسعار الكتب ويصدم الناشرين والقراء (تقرير)
6.11.2017 10:47

eposta yazdır zoom+ zoom-
تزامن تنظيم معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ22 الجارية حاليا، مع انخفاض العملة المحلية "الدينار"، جراء الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكتب وخلق حالة إحباط بين الناشرين والقراء.
 
يأتي تنظيم النسخة 22 في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها الجزائر، ناتجة عن هبوط أسعار النفط في السوق العالمية منذ ثلاث سنوات.
 
وتآكل احتياطي النقد الأجنبي بنزوله إلى 100 مليار دولار بحسب تصريحات سابقة لرئيس الوزراء البلاد أحمد أويحيى، بعد أن كاد يلامس سقف 200 مليار دولار نهاية 2013.
 
وتقول السلطات الجزائرية، إن عائدات البلاد من مبيعات النفط تراجعت إلى النصف منذ منتصف 2014، بعد انهيار أسعاره في السوق الدولية على اعتبار أن الجزائر تعتمد بنسبة 95 بالمائة من دخلها من العملة الأجنبية على المحروقات.
 
وانتهجت الجزائر منذ سنتين سياسة ترشيد النفقات أو ما يعرف بـ"التقشف" لمواجهة الأزمة المالية التي تعصف بقطاعات كثيرة منها قطاع الثقافة.
 
** تراجع ملحوظ
 
وسجلت العملة المحلية "الدينار" في 2017 تراجعا لافتا في السوق مقارنة بالعملات الأجنبية وبالأخص اليورو والدولار.
 
ووفق أرقام نقلتها الصحافة المحلية في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، تجاوز سعر واحد يورو في السوق السوداء أكثر من 200 دينار جزائري، لأول مرة في سابقة تاريخية.
 
في حين بلغ سعر الدينار في الأسواق الرسمية 140 دينارا جزائريا، وتجاوز سعر الدولار الواحد أكثر من 160.8 دينارا بالسوق الموازية، و117.29 في السوق الرسمية.
 
وفقدَ الدينار الجزائري في التعاملات الرسمية ما بين 2012 و2017 أكثر من 33 بالمائة من قيمته، حيث انتقل من 74 دينارا إلى 111 دينار للدولار الواحد بحسب بنك الجزائر المركزي.
 
** إحراج للناشرين
 
وحسب دور للنشر، أثر هبوط الدينار على معرض الجزائر الدولي في نسخته الحالية سلبا على عملية طباعة الكتاب، من منطلق أن المواد الأولية مستوردة، وبالتالي زيادة أسعار الكتب، مما يؤدي إلى تراجع الإقبال.
 
وأقرت "آسيا علي موسى"، مديرة منشورات "ميم" الجزائرية (خاصة) أنّ تراجع الدينار الجزائري في سوق العملات، أثر سلبا على الأسعار التي ارتفعت بنسبة مقلقة.
 
وفي هذا الخصوص، قالت علي موسى، للأناضول، "أكيد التأثير بدا واضحا، وهذه السنة الكتاب تلقى ضربة قاسية نظرا لارتفاع أسعار المواد الأولية، منها الورق، بالضعف".
 
وأضافت: "لا توجد للناشر خيارات كثيرة لأنّ الورق الخاص بطباعة الكتب غير متوفر، وسعره سيرتفع لاحقا".
 
وأشارت إلى أنّ أسعار الكتب ارتفعت هذه السنة بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، في ظل وجود بعض طبعات الكتب لم تنفذ بعد، ولكن أسعارها ارتفعت بالضعف.
 
قادة زاوي، مدير منشورات "الجزائر تقرأ"، أوضح أنّ انخفاض سعر الدينار الجزائري مقارنة بالعملات الأخرى وخاصة اليورو والدولار، يؤثر في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، وليس على حلقة سلسلة صناعة الكتاب فقط.
 
وقال زاوي، لـ"الأناضول": "نحن الناشرين تحت رحمة ارتفاع أسعار الورق المستورد ومختلف المواد الأولية الأخرى من جانب، ومن جانب آخر نرغب في توفير الكتاب بسعر مناسب للقارئ في ظل انخفاض القدرة الشرائية للمواطن".
 
بدوره، تأسف مصطفى قلاب، مدير منشورات "دار الهدى" (من أقدم دور النشر الخاصة)، لتدني قيمة الدينار الجزائري في الأشهر الأخيرة مقارنة بعملات عربية وأجنبية.
 
واعترف قلاب، في حديث لـ"الأناضول"، أنّ تراجع الدينار أثرّ سلبا على سعر الكتاب لكون كل المواد الأولية المساهمة في صناعته تعتبر مستوردة مائة بالمائة.
 
وأوضح في حديثه: "لو نأخذ هذه النقطة (انخفاض العملة) في تحديد السعر ستجد الزيادة وصلت حدود الـ40 بالمائة".
 
ومدير منشورات "دار القلم" اللبنانية للطباعة والنشر، ياسين محمد ياسين، لفت إلى أنّ أسعار الكتب في معرض الجزائر الحالي ارتفعت بنسبة كبيرة مقارنة بالسنة الماضية. 
 
القراء أو زوار معرض الكتاب، من جهتهم، اشتكوا من غلاء أسعار الكتب في الطبعة الحالية وأقرّوا أنّها ارتفعت بنسب معتبرة مقارنة بالطبعة الماضية.
 
وقالت شفيقة رحماني، "اشتريت رواية بألف دينار ( قرابة نحو 8 دولار) والرواية ذاتها لم يتجاوز سعر طبعتها الأولى في 2016، مبلغ 600 دينار (نحو 5 دولار)، أي هناك فارق يقدر بـ400 دينار (نحو 3 دولار).
 
وأضافت رحماني للأناضول، "كنّا نأمل في تخفيضات، ولكن وجدنا أنّ الأسعار ارتفعت، فلا يمكن أن تقتني ما كنت تريده".
 
وأشار نسيم لعروج، طالب جامعي في قسم الهندسة، أنّ كتب التخصصات العلمية ارتفع ثمنها بشكل رهيب بعدما كانت سابقا بأسعار تناسب الطلبة.
 
وأضاف لعروج، للأناضول، "نحن كطلبة لا نستطيع اقتناء الكتب التي نحتاجها في تخصصاتنا بسبب الغلاء".
 
والمعرض الذي تجري فعالياته منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول إلى غاية 5 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي (اختتم فعاليته أمس الأحد)، سجل مشاركة قرابة ألف عارض، بمجموع 262 ألف عنوان؛ منها 77 ألف عنوان من الجزائر، ونزول دولة جنوب إفريقيا ضيف شرف طبعته الـ22، ومشاركة زهاء 70 مثقفا جزائريا وعربيا وأجنبيا.
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس