أضافت الثلوج المتساقطة على ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، مزيدا من السحر على مجمع "أصحاب الكهف" في منطقة "أفشين" بالولاية، الذي يعتقد أن المغارة التي بأسفله كانت ملاذا للفتية المؤمنين من بطش الحاكم الوثني في عهد الامبراطورية الرومانية الشرقية.
ويجذب المجمع أعدادا متزايدة من الزوار الأتراك والأجانب، خاصة بعد أن أضافته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، لقائمتها المؤقتة لمواقع التراث الإنساني العالمي، عام 2015.
ويعد المجمع بمسجده الذي بني عام 466 للميلاد، أحد أقدم المزارات الدينية في الأناضول، حيث يهتم به المؤمنون بالأديان السماوية ، للاعتقاد المنتشر بأن "أصحاب الكهف" أو "السبعة النائمون"، كما يطلق عليهم في الديانة المسيحية لجأوا إلى المغارة الموجودة فيه للاحتماء من بطش الحاكم الروماني دقيانوس.
وقال رئيس بلدية أفشين محمد فاتح غوان، في حوار مع الأناضول، إن مجمع "أصحاب الكهف" أحد أهم مراكز السياحة الدينية في تركيا.
وأشار غوان أن الدول المتعاقبة على حكم الأناضول أولت اهتماما كبيرا بالمجمع بداية من الامبراطورية الرومانية الشرقية، ومرورا بالسلاجقة و إمارة ذو القدر والدولة العثمانية، وحتى الجمهورية التركية.
كما أكد غوران على الأهمية المعنوية للمجمع، والمكانة التي يحملها لدى المسلمين والمسيحيين، لارتباطها بقصة مذكورة في الكتب السماوية.
ولفت غوران إلى ارتفاع عدد زوار المجمع المحليين والأجانب منذ إضافته إلى القائمة المؤقتة لليونسكو، قائلا إن العمل جارٍ على قدم وساق من أجل إدخال المجمع إلى القائمة الدائمة خلال العام الجاري.
وأعرب غوران عن أمله في أن يسهم المجمع في التعريف بقصة أصحاب الكهف، وفي التأكيد على معاني الإيمان والوحدة والأخوة التي تحملها، ودعا الأتراك وزوار تركيا من السياح الأجانب لعدم تفويت فرصة زيارة المجمع، خاصة في فصل الشتاء الذي يزدان فيه بحلة الثلوج.
ويُعتقد أن أصحاب الكهف هم جماعة من الفتيان آمنت بالله وتركت عبادة الأوثان، في زمن الإمبراطور الرومانى ديقيانوس، عام 250 ميلاديا، ويُطلق عليهم عند المسلمين "أصحاب الكهف"، وعند المسيحيين "السبعة النائمون".
ووفقا للاعتقاد السائد فإن أصحاب الكهف تعرضوا لطغيان الإمبراطور ديقيانوس، وفي محاولة منهم للتصدى لظلم الإمبراطور وطغيانه حذروا قومهم مراراً من أن يتركوا دين الله، ولكن أمام إعراض قومهم، واشتداد ظلم الإمبرطور وتوعده لهم بالقتل، ترك الفتية مع كلبهم مساكنهم، ولجأوا للاختباء في أحد الكهوف حيث حدثت معجزة إلهية، فنام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات، وخلال تلك المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها.
وبعد استيقاظهم من سباتهم الطويل، لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم، وطلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعامًا ويعود إليهم، ولما خرج الرجل إلى القرية، لم يجدها كما عهدها، حيث تغيرت المساكن والأشخاص والبضائع والنقود ومات الملك الظالم وآمن أهل القرية، أما أهل القرية فلم يكن من الصعب عليهم معرفة أن الرجل غريب، عندما رأوا ثيابه البالية ونقوده القديمة التي يحملها.