تواصلت الاحتجاجات الشعبية بعدد من المدن والقرى المغربية، لا سيما بمحافظتي الحسيمة والناضور، بعد صلاة التراويح، واستمرت حتى فجر اليوم الأحد.
وجاءت المظاهرات هذه المرة على خلفية قرار توقيف زعيم حراك الريف "ناصر الزفزافي"، الذي لا زال مختفيًا، والقبض على 20 شخصا من ناشطي "الحراك الشعبي" بالحسيمة وعدد من مدن الريف شمال شرقي البلاد، بتهمة "المس بالسلامة الداخلية للدولة ووحدتها"، و"التمويل من الخارج".
وردد المتظاهرون، وفق ما تم بثه من نقل مباشر لاحتجاجاتهم على حسابات النشطاء بالموقع الاجتماعي فيسبوك، شعارات تطالب بالافراج عن الموقوفين، وبرفع ما وصفوه بالتهميش و"العسكرة" ضد محافظاتهم.
وذكر بيان النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، مساء أمس السبت، إن الشرطة القضائية "أوقفت، الجمعة، 20 شخصا، للاشتباه بارتكاب جنايات وجنح تمس السلامة الداخلية للدولة وأفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون".
وأفادت النيابة العامة أن المعطيات الأولية للبحث الذي قالت إنها كلفت به الشرطة القضائية "أفضت إلى توفير شبهة استلام المشتبه بهم تحويلات مالية ودعم لوجيستي من الخارج".
وتابعت أن هذا التمويل "بغرض القيام بأنشطة دعائية من شأنها المساس بوحدة المملكة وزعزعة ولاء المواطنين للدولة، ولمؤسسات الشعب، فضلا عن إهانة ومعاداة رموز المملكة".
وأضاف البيان أن البحث "كشف عن جمع وتحصيل قرائن وأدلة حول الاشتباه في تورط الموقوفين في التحريض والمشاركة بارتكاب جنايات وجنح تمس النظام العام وضد سلامة موظفين عموميين تجسدت في الأفعال الإجرامية التي وقعت بمدن الحسيمة وامزورن وبني بوعياش"
جاء ذلك في أعقاب الواقعة التي عرفتها مدينة الحسيمة منذ حوالي سبعة أشهر(أكتوبر الماضبي.
وليلة أمس، أمرت النيابة العامة المغربية، بإلقاء القبض على "ناصر الزفزافي"، قائد الحراك الشعبي بالحسيمة، على خلفية احتجاجه على خطيب بأحد مساجد المدينة ومنعه من إتمام خطبة الجمعة.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، استنكرت الجمعة، إقدام الناشطين على ما وصفته بـ"إفساد الجمعة" ووصفته بكونه "فتنة كبرى".
ولا تزال الاحتجاجات متواصلة بعدد من مدن وقرى محافظة الحسيمة بمنطقة الريف شمال شرقي المغرب، منذ اكتوبر الماضي.
الاحتجاجات جاءت بعد وفاة تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع مصادرة أسماكه، ولاتزال المسيرات الاحتجاجية تنظم بهذه المناطق للمطالبة بالتنمية و"رفع التهميش".