أعرب وزراء ومسؤولون عرب عن تفاؤلهم بشأن آفاق مستقبل أسعار النفط في الأسواق العالمية، بعد التحركات التي اتخذتها منظمة البلدان المصدرة للنفط لكبح جماح المعروض العالمي من الخام.
وقال الوزراء والمسؤولون في تصريحات وكلمات لهم، الإثنين، خلال مشاركتهم في معرض ومؤتمر "أديبيك" للنفط والغاز المنعقد حاليا بالعاصمة الإماراتية (أبوظبي)، إن أسواق النفط بدأت في استعادة توازنها بوتيرة متسارعة من المتوقع أن تستمر على ذات المنوال خلال الأشهر المقبلة.
والأسبوع الماضي، صعدت أسعار النفط الخام لأعلى مستوى لها منذ قرابة عامين ونصف، مع استمرار الالتزام بخفض الإنتاج من جانب الدول المشاركة في الاتفاق.
وتوقع هؤلاء، أن يساهم اتفاق "أوبك"، خلال اجتماعها نهاية الشهر الجاري، على تمديد آخر لاتفاق خفض الإنتاج إلى ما بعد مارس/أذار القادم، في تعزيز كبير لأسعار النفط، التي من المتوقع أن تستهدف حاجز الـ70 دولاراً للبرميل في المدى المتوسط.
وبدأ الأعضاء في (أوبك) ومنتجون مستقلون مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، لمدة 6 شهور، وتم تمديده في مايو/أيار الفائت 9 شهور أخرى تنتهي في مارس/آذار 2018، في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط.
ومن المقرر أن تعقد "أوبك" وروسيا وغيرهما من المنتجين، اجتماعا في 30 نوفمبر/كانون ثان في العاصمة النمساوية "فيينا"، للبت في تمديد الاتفاق من عدمه.
** وتيرة متسارعة
وقال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، إن سوق النفط العالمية بدأت في استعادة توازنها بوتيرة متسارعة خلال العام الحالي.
وأشار، في كلمة له في مؤتمر"أديبيك"، إلى أن هناك انخفاضا ملحوظا في مستويات مخزونات النفط العالمية، يصاحبها زيادة في الطلب على الخام، وهو ما يدعم توازن السوق.
وأكد أن "أوبك" ومنتجي النفط من خارجها، ملتزمون بمواصلة جهودهم لحين تحقيق الاستقرار في السوق، مرحباً بانضمام المزيد من منتجي النفط إلى اتفاق خفض الإنتاج.
** تعاف مستمر
من جانبه، أعرب سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، عن تفاؤله بشأن أداء سوق النفط في العام القادم، متوقعا استمرار التعافي خلال الفترة القادمة.
وقال المزروعي إن خفض إمدادات النفط العالمية، ساهم في إزالة قرابة 180 مليون برميل من المخزون في أقل من عام وهو ما ساهم كبير في اتزان الأسواق.
ونوه المزروعي إلى أن أسعار النفط ما تزال تشهد تقلبات كثيرة، لكنه رأى أن العام القادم سيشهد تقلبات أقل، معرباً عن شعوره بأن هناك حاجة لتمديد اتفاق خفض الإنتاج.
بدوره، أعرب محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط العماني، عن ثقته في اتفاق الأعضاء من داخل منظمة "أوبك" وخارجها، هذا الشهر، على تمديد اتفاق خفض الإنتاج لما بعد مارس/أذار 2018.
وأكد أن سلطنة عمان ملتزمة بحصتها في اتفاق خفض الإنتاج، لافتا إلى أن حجم إنتاجها المحلي يبلغ حاليا نحو 968 ألف برميل يوميا.
** تحسن مستمر
بدوره، قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، عملاق النفط في العالم، إن أسواق النفط تشهد تحسنا مستمرا خلال الفترة الحالية وهو ما لاحظناه في تحركات الأسعار خلال الأسابيع الماضية.
وتوقع الناصر استمرار الأسعار في اتجاهها الصاعد، مدعومة بتحسن الطلب الذي شهد ارتفاعاً خلال السنوات الثلاث الماضية بحوالي 5 ملايين برميل.
وأشار الناصر إلى أن الاتفاق الذي تم بين أعضاء "أوبك" ومن خارجها والالتزام بتنفيذ حصص الخفض المقررة، ساعد على تحسين الأسعار، إضافة إلى أن زيادة النفط الصخري كانت محدودة خلال العام الجاري.
ولفت الناصر إلى أن هناك توقعات بتمديد اتفاق خفض الإنتاج؛ وهو ما أسهم كذلك في زيادة الأسعار، متوقعا أن تسير الأمور في نصابها الصحيح خلال الأشهر القادمة.
** خفض الإنتاج
من جهتها، قالت ريد الظاهري، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة أبوظبي، إن أسواق النفط العالمية، حققت تعافياً ملحوظاً عقب قرار الدول المنتجة بتخفيض حجم إنتاجها، متوقعة استمرار وتيرة التحسن في غضون الأشهر القادمة.
وأضافت الظاهري، خلال مشاركتها في "أديبيك": "اتفاق خفض الإنتاج كان له أثر إيجابي على الدول المنتجة من حيث تحقيق عوائد أفضل، تعود بالفائدة على اقتصاداتها، كما أثر إيجاباً على عمل ونشاط الشركات العاملة في قطاع الخدمات النفطية".
وانطلقت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الإثنين، فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" بمشاركة الآلاف من صانعي القرار، وتستمر أعماله حتى الخميس المقبل.