أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن شكر بلاده لغامبيا جراء تعاونها فيما يتعلق بمكافحة منظمة فتح الله غولن الإرهابية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج أوساينو داربو، بعد لقائهما في أنقرة اليوم الخميس.
وأضاف جاويش أوغلو أن "العمل جارٍ من أجل تسليم جميع المدارس التابعة للمنظمة الإرهابية، إلى وقف المعارف التركي، قبل بداية العام الدراسي المقبل".
وأشار للتعاون الوثيق بين تركيا وغامبيا. مضيفًا أن لقائه مع نظيره الغامبي تضمن بحث تطوير العلاقات الثنائية، وزيادة حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، وعدد من الموضوعات المشابهة.
ودعا جاويش أوغلو الشركات التركية للاستثمار في غامبيا. مشيرًا إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها، واستعداد حكومتها لتقديم الدعم للمستثمرين الأتراك.
وردًا على سؤال بخصوص الأزمة الخليجية، قال جاويش أوغلو، إن "تركيا تبذل منذ بداية الأزمة جهودًا كبيرة لحلها عن طريق الحوار وبشكل ودي، وتدعم بقوة الجهود التي تقوم بها بعض الدول للتوسط في الأزمة".
ولفت إلى الزيارات التي قام بها إلى قطر والكويت والسعودية بهذا الخصوص. مضيفًا أن "تركيا تتواصل مع عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة من أجل التوصل لحل للأزمة".
وقال جاويش أغلو: "ندعم الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون (من أجل حل الأزمة)، وننظر إليها بشكل إيجابي".
وأضاف: "نأمل أن يتم التوصل في أقصر وقت ممكن لحل لهذه الأزمة التي أحزنتنا جميعًا، والتي لا تتناسب مع روح الأخوّة، وأن يعود السلام والاستقرار للمنطقة".
وفيما يتعلق بأعمال التنقيب على الغاز الطبيعي التي تقوم بها قبرص الرومية من طرف واحد في البحر المتوسط، اعتبر جاويش أوغلو أن ذلك يظهر عدم جدية الجانب الرومي فيما يتعلق بالتعاون من أجل التوصل لحل للقضية القبرصية.
وأكد أن "تركيا لن تلزم الصمت حيال الأمر، حيث تعمل وزارتا الخارجية والطاقة التركيتان على بحث الخطوات الواجب اتباعها في هذا الخصوص".
وفيما يتعلق بعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي قال جاويش أوغلو إن ما ينتظرونه هو إبدائه مزيداً من حسن النية حيال عضوية تركيا.
وأكد على ضرورة عدم نظر الاتحاد إلى علاقاته مع تركيا من ناحية مصالحه فقط؛ وإنما من ناحية المصالح المشتركة.
واستدرك أنه بالرغم من حدوث بعض الأزمات بين تركيا والاتحاد الأوروبي؛ غير أنهما يواصلان الحوار عند مستوى معين.
وأضاف: "يمكن أن تكون هناك قضايا نختلف بالرأي فيها، ونحن مستعدون لتباحثها عبر الجلوس على طاولة الحوار".
وشدد جاويش أوغلو أن ثقة المواطنين الأتراك انخفضت تجاه الاتحاد الأوروبي بعد إبدائه موقفا خاطئاً ومنحازاً حيال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا العام الماضي.
وأشار في هذا الإطار، إلى استقبال الاتحاد أعضاء تابعين لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية وقبول لجوئهم إليه.
وحول سياسة تركيا الخارجية بشأن قارة افريقيا، قال جاويش أوغلو إن سياسة الانفتاح على افريقيا التي أطلقتها بلاده عام 2005 تحولت في يومنا إلى سياسة شراكة.
وأكد أن تركيا هي شريك استراتيجي للاتحاد الافريقي، مبيناً أن العلاقات التركية الافريقية تزاد متانة يوماً بعد يوم.
ولفت إلى أن تركيا تخطط رفع بعثاتها الدبلوماسية في أفريقيا من 39 إلى 50 بعثة، فضلاً عن رفع كمية المساعدات الإنسانية في القارة.
من جانبه هنأ، وزير الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج أوساينو داربو، تركيا شعباً ورئيساً على إفشالهم محاولة الانقلاب.
وشدد داربو، أنه فيما لو نجح الانقلاب لكان من شأنه يتسبب بكارثة كبيرة.
وأشار الوزير إلى أن تركيا من بين البلدان التي تساعد الشعب الغامبي، مبيناً أن تركيا ساعدت بلاده في تأسيس جهاز الدرك سابقاً.
وأكد أن دعوة نظيره التركي له لزيارة بلاده يشير إلى مدى عمق العلاقة الثنائية بين البلدين والسعي لتطويرها.
ودعا داربو، رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار في بلاده، وخصوصاً في مجالات الزراعة والسياحة وصيد الأسماك.