أكد جنرالات إسرائيليون أن إسرائيل لم تتعلم الدروس من الهجمات الفلسطينية رغم مرور مائة عام من المواجهات، واعتبروا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية لا يبدو أنها باتت تفهم طبيعة هذا الصراع.
ونقلت مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت "ألكسندرا لوكاش" -عن عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الجنرال يوآف غالانت- أنه طالب بإبعاد عائلة منفذ عملية دعس الجنود الإسرائيليين في القدس قبل يومين إلى سوريا، وسحب التأمين الوطني من عائلات منفذي الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين.
وأضاف غالانت وهو وزير الإسكان عن حزب "كلنا" أنه عرض خلال اجتماع المجلس الوزاري عقب العملية تقديم مشروع قانون يمنح وزير الداخلية صلاحية الإبعاد الفوري والمباشر لعائلات منفذي الهجمات ليس إلى غزة وإنما سوريا.
وأوضح غالانت -السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة- أن إسرائيل تخوض صراعا امتد قرابة المائة عام ضد الهجمات الفلسطينية المسلحة دون أن تتعلم الدرس.
وقال "إن كل من يعتقد أن أعداءنا سلموا بوجود اليهود على هذه الأرض فهو مخطئ، نحن نحارب على أنفسنا وحياتنا، وفي سبيل ذلك ندفع أثمانا باهظة، مما يجعل الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة في حالة عمل دؤوبة لوقف العمليات الفلسطينية، دون أن يعلم الإسرائيليون".
تنظيم الدولة
وأضاف عضو المجلس الوزاري المصغر أن "عمليات الدعس بالشاحنات" باتت تخترق العالم عبر شاشات التلفزة والإنترنت، وأصبحت مدعاة للتقليد، لكن إسرائيل لن تسمح لـ تنظيم الدولة الإسلامية بإقامة قواعد له في الضفة الغربية.
وزعم غالانت أن هناك العشرات ممن تم اعتقالهم في الضفة الغربية خلال العام الماضي من أتباع تنظيم الدولة.
من جهة أخرى، قال الجنرال تسفيكا فوغل (القائد السابق للمنطقة الجنوبية بالجيش) -في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو- إن "مسيرة القتل التي لا تتوقف ضد مواطني إسرائيل، ونسميها خطأ أنها عمليات فردية، لم تتوقف".
وأضاف أنه رغم استمرار هذه الهجمات فإن طبيعة استعدادات إسرائيل لها -من خلال أجهزتها الأمنية والعسكرية- لا يشير إلى أنها باتت تفهم فعليا طبيعة المواجهة التي تخوضها، كما أنها لم تتعلم الدرس من الهجمات السابقة.
وبين الجنرال فوغل أن منفذي العمليات الفلسطينية لديهم أهداف مفضلة، وهم الجنود ومن يرتدي الزي العسكري ممن يعبرون عن قوة إسرائيل، والمستوطنون الذين يرمزون للاحتلال، فضلا عن باقي الإسرائيليين -وإن لم يكونوا من الجنود أو المستوطنين- بغرض زيادة الضغط الجماهيري على الدولة.
وعبر عن اعتقاده بأن الفلسطينيين يفاجئون إسرائيل كل مرة بعمليات جديدة، بيد أن الجنود الموجودين في ساحة عملية القدس كان بإمكانهم وقف العملية بالقوة، أو على الأقل تقليل حجم الأضرار والخسائر، لكن صورتهم وهم يهربون من ساحة العملية لا تبدو مشاهد جيدة، وفق تعبيره.