أثار قرار الولايات المتحدة، الخاص بتوسيع دائرة العقوبات ضد روسيا، ثائرة الكرملين، ليأمر بإبعاد 755 من موظفي السفارة الأميركية بموسكو، كإجراء انتقامي ردًا على العقوبات.
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تحسين العلاقات مع البيت الأبيض والمحافظة على شعرة معاوية، رغم قرار الإدارة الأميركية السابقة ترحيل 35 دبلوماسيًا روسيًا من العاملين في واشنطن أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما تطلع بوتين إلى الأمر ذاته، مع تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد الحكم، وأمِلَ الكرملين في بدء عهد جديد مع البيت الأبيض، إلا أن عدم تجاوب واشنطن مع المبادرات الروسية دفعت بوتين نحو إخراج أولى أوراقه وتقليص عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو.
رأى المراقبون أن قرار إدارة أوباما المتعلق بطرد 35 دبلوماسيًا روسيًا من واشنطن وسان فرانسيسكو، وإمهالهم 72 ساعة للمغادرة، واتهام روسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، إضافة إلى فرض عقوبات على 9 كيانات وأفراد بينهم جهازا مخابرات روسيان و4 ضباط مخابرات، كان يهدف إلى استنزاف العلاقات الأميركية الروسية وتسليم تركة ثقيلة لترامب.
بوتين من ناحيته كان مدركًا لحقيقة إجراءات أوباما التي كانت تهدف للإساءة إلى العلاقات بين البلدين، وإثقال كاهل الرئيس الجديد ترامب بعلاقات سيئة مع روسيا، وهو ما دفع الكرملين الى التمسك بالعلاقات مع البيت الأبيض وعدم الجنوح نحو توترها.
وقد وجه بوتين وقتها "رسالة" إلى الجانب الأميركي، تؤكّد رغبته بالمحافظة على العلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، حيث قال: "لن نخلق مشاكل للدبلوماسيين الأميركيين. ولن نخرج أيًا منهم خارج البلاد".
وفسَّر مراقبون وقتها المواقف التي اتخذها بوتين في هذا الإطار، بوجود رغبة شديدة لديه حيال فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الإدارة الأميركية وتنميتها وتحسينها في عهد ترامب، إلا أن المشروع الذي جرى الموافقة عليه في الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي، أجهض جهود زعيم الكرملين إزاء خلق علاقات جيدة مع ترامب.
وردًا على اعتماد الكونغرس الأميركي حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا، طلب بوتين إبعاد 755 من موظفي السفارة الأميركية بموسكو، في إطار "التعامل بالمثل" مع الولايات المتحدة، وخفض عدد الدبلوماسيين الروس في واشنطن إلى 455 دبلوماسيًا.
ورغم الجهود التي بذلها بوتين لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن الخطوات التي اتخذها ترامب تجاه موسكو حتى الآن، اعتبرت مؤشرًا لسياسة الولايات المتحدة الواضحة تجاه عدم تطبيع العلاقات مع روسيا.
ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس الروسي إجراءاتٍ جديدة ضد واشنطن، عقب توقيع ترامب على مشروع القانون الذي يتضمن توسيع العقوبات المصادق عليها من قبل الكونغرس ضد روسيا.
كما تشير التوقعات إلى أن الزعيم الروسي، سوف يتخذ مجموعة من التدابير الدبلوماسية والاقتصادية أيضًا ضد الولايات المتحدة.
ومع تزايد رقعة المنافسة والتوتر ومناطق الصراع المحتمل بين العلاقات الأميركية الروسية، تبقى أزمات دولية مثل الأزمتين السورية والأوكرانية، مرشحة للتصاعد وسط انعدام البدائل وحالة الركود التي تخيّم على المجتمع الدولي.