في حين أن الاحتفالات بعيد الاستقلال اليوناني في 25 مارس قوبلت بحيرة حتى في وسائل الإعلام اليونانية. كان لوزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بعض الكلمات المثيرة للاهتمام حول العلاقات بين البلدين.وفي إشارة إلى أن موقف تركيا تجاه اليونان قد تغير بشكل غير متوقع، قال دندياس: لقد توقفت الانتهاكات في بحر إيجه. لا توجد رحلات جوية فوق الجزر. لا يتم استخدام تعبيرات تهديد.
يعد النزاع التركي-اليوناني من النزاعات التقليدية الباقية دون حل منذ القرن الماضي؛ إذ تسهم في إذكائه سياقات تاريخية ودينية وقومية وثقافية وجيوسياسية، وهو ما يوتر العلاقات بين البلدين بشكل مستمر مع فترات من التهدئة التي يمكن عدُّها استثناءً، رغم أنهما عضوان في حلف شمال الأطلسي بما يفترض أنهما حليفان أو على أقل تقدير ليسا خصمين.
تقليديًّا، تتناقض رؤية البلدين وتتصادم حول عدد من الملفات الخلافية في مقدمتها القضية القبرصية، وجزر بحر إيجه بما يشمل مسألة تسليحها والمياه الإقليمية وتداخل المجال الجوي، والفيتو اليوناني على دخول تركيا للاتحاد الأوروبي، وترسيم الحدود البحرية في بحرَيْ، المتوسط وإيجه. لكن اكتشاف كميات من الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط أعاد إذكاء الخلافات بين البلدين في السنوات القليلة الأخيرة بخصوص ترسيم الحدود البحرية وتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة لكل منهما في البحر المتوسط على وجه الخصوص، لارتباط الأمر بتقاسم الثروات المتوقعة وخصوصًا الغاز الطبيعي، من جهة، والتنافس الجيوسياسي في المنطقة، من جهة أخرى.