دعا أكاديمي مغربي، اليوم الخميس، إلى ضرورة إنتاج خطاب وسطي معتدل، بعيدا عن "العجرفة الغربية" و"الأصولية المتطرفة"، مشددا على ضرورة توسيع رقعة المشترك وتذويب الخلافات وتشجيع الحوار.
جاء ذلك خلال افتتاح ندوة دولية، بالعاصمة الرباط، بعنوان "الخطاب الديني والسلطة والمجتمع.. مقاربات ومقارنات"، تنظمها كلية الآداب في جامعة الرباط (حكومية)، على مدى يومين، بتنسيق مع جامعة القيروان (حكومية) في تونس، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس جامعة محمد الخامس.
وقال حسن حافظي علوي، وهو أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "موضوع الخطاب الديني القديم الجديد عاد يطرح نفسه؛ فالحركات الإسلامية لم تعد في موقع دفاع كما كانت منذ أحداث أمريكا (هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001) حين لجأت إلى تليين مواقفها".
وأضاف أن التحولات التي جرت بعد ذلك "شجعت دور النشر في الشرق والغرب على إصدار العديد من الكتب حول المواجهة بين الإسلام والغرب، وهو ما جعل موضوع الإسلام يتصدر الواجهة".
وزاد علوي، وهو المشرف على تنظيم الندوة الدولية، بأن "عداء الغرب ليس للإسلام مطلقا، وإنما للإسلام الثائر والمقاوم".
وشدد على ضرورة مساهمة الباحثين في تحليل الخطابات السائدة بمقاربات تقوم على توسيع رقعة المشترك وتذويب الخلافات وتشجيع الحوار.
وتابع: "لابد من إنتاج خطاب وسطي معتدل بعيدا عن العجرفة الغربية من جهة، أو الأصولية المتطرفة من جهة أخرى".
واعتبر الأكاديمي المغربي أن "التاريخ يسير من حيث لا يحتسب الذين يظنون أنهم يمسكون بناصيته أو يبشرون بنهايته".
فيما قال عميد كلية الآداب في جامعة الرباط، جمال الدين الهاني، إن هذه "الندوة الدولية تأتي في ظرفية عالمية تتسم بتحول أسباب الصراعات من (وجود) ثنائية قطبية إلى أسباب ثقافية وعقائدية وحضارية، وفي ظل تضارب الرؤى والمفاهيم حول الخطاب الديني عامة والإسلام خاصة".
ومضى الهاني قائلا إن الموضوع له "راهنية وحساسية؛ نظرا لأهمية الدين وأثره الهام داخل المجتمعات وفي تنظيم العلاقات الدولية".
وأشار إلى أن الدين أضحى يحتل مكانة في العالم أجمع، وحتى في الغرب، حيث أضحى هناك اهتمام متزايد بالدين، باعتباره قوة فكرية وديموغرافية في الوقت ذاته.
وختم الأكاديمي المغربي بأن الغرب أصبح يهتم بفهم الإسلام والمسلمين؛ نظرا لأسباب كثيرة، منها قضية الهجرة المتزايدة، وتزايد إسلام الغربيين، والتحولات الجارية في عدد من الدول في ارتباط بالإسلام.