شدّد رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، اليوم الثلاثاء، على أن حكومته ستمنع اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية "بشتى السبل، ولا يمكن لأحد آخر أن يقرر القيام بعمل عسكري دون موافقتنا".
جاءت هذه التصريحات في قاعة مركز"سيجونغ" الثقافي وسط العاصمة سيؤول، خلال حفل الذكرى السنوية الـ 72 ليوم تحرير كوريا من الاستعمار الياباني، وذلك عقب سلسلة التهديدات المتبادلة والحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون.
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن مون جيه، قوله "الحكومة ستمنع الحرب بكل السبل وبأي ثمن"، مؤكداً أنه "في أي ظرف كان، لا بد حل قضية الأسلحة النووية الكورية الشمالية بطريقة سلمية، ولا يختلف الموقف الأمريكي عن موقفنا من هذه الناحية".
ولفت "لا نريد انهيار كوريا الشمالية، ولن نسعى لتحقيق إعادة توحيد الكوريتين بدمج الشمال إلى الجنوب، ولا بد أن تتحقق الوحدة بالتوافق وبطريقة سلمية وديمقراطية".
كما تطرق للعلاقات الكورية اليابانية، قائلاً إنه يجب أن تتطور إلى علاقة تعاونية نحو السلام والازدهار في شمال شرق آسيا.
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تشكل قضية التاريخ بين البلدين (الاستعمار الياباني لكوريا خلال الفترة من 1910 وحتى 1945) عائقا في تطوير هذه العلاقة المستقبلية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، تعليق خطته الهادفة لإطلاق صواريخ قرب جزيرة غوام الأمريكية بالمحيط الهادي، مع تحذيره من أنه سيمضي بمشروعه إذا اتخذت واشنطن "خطوات غير مسؤولة".
من جانبه، حذّر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، من أنه إذا "أطلقت كوريا الشمالية صاروخا على الولايات المتحدة فإن الوضع قد يتصاعد إلى حرب".
والأسبوع الماضي، أعلن الجيش الكوري الشمالي وضع اللمسات الأخيرة على خطط إطلاق أربعة صواريخ قرب جزيرة غوام الأمريكية، مشيراً أنه سيجهز تقريرا نهائيا بشأن تلك الخطط ويقدّمه لزعيم البلاد انتظارا للأوامر.
ويأتي التصعيد الأخير، بعد تقارير أمنية عن احتمال قدرة بيونغ يونغ، على تزويد صواريخ باليستية عابرة للقارات برؤوس نووية، قرر عقبها ترامب تغيير سياسة الصمت الحذر التي مارستها الإدارات السابقة ضد بيونغ يانغ.
وقال ترامب بهذا الصدد، "سنواجه بالنار والغضب"، الأمر الذي دفع نظيره الكوري إلى التهديد بضرب جزيرة "غوام" الأمريكية، والتي تحتضن قواعد عسكرية في المحيط الهادئ، ويقطنها قرابة 163 ألف أمريكي، منهم 6 آلاف عسكري.