اعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الاتفاق الذي حصل في غامبيا وأعلن بموجبه الرئيس المنتهية ولايته يحيي جامع تنحيه عن السلطة، بأنه "انتصار لدعاة السلم على دعاة العنف".
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها ولد عبد العزيز، لدى عودته اليوم السبت إلى العاصمة نواكشوط، قادماً من غامبيا، حيث قاد وساطة إفريقية مع الرئيس الغيني ألفا كونداي، لإقناع جامع، بتسليم السلطة سلمياً للرئيس المنتخب آدما بارو.
وأوضح ولد عبد العزيز، أن "الاتفاق تضمن مغادرة جامع إلى دولة إفريقية (لم يسمها) مع كامل الضمانات له ولأسرته ولمناصريه، وأن بوسعه الرجوع إلى بلده متى شاء وكيف شاء".
ولفت الرئيس الموريتاني إلى أن ما أسماها "حكمة وتضحية" جامع، والجهود المشتركة للوساطة، أفضت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق الذي وصفه بـ"التاريخي".
وأشار إلى أن "الاتفاق انتصار للسلم والتنمية والاستقرار، ليس في غامبيا وحدها وإنما في المنطقة برمتها".
ودعا ولد عبد العزيز، الرئيس الغامبي المنتخب إلى الالتزام بالاتفاق "الذي سيعزز لحمة الشعب، وسيرسخ الاستقرار والأمن في هذا البلد".
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، أعلن جامع، أنه سيسلّم السلطة إلى خلفه بارو، دون أن يُشر إلى ما إذا كان سيترك البلاد أم لا.
وقال في تصريح أذاعه التلفزيون الرسمي في البلاد: "قررت وبكلّ وعي، التخلّي عن مسؤولية إدارة هذا البلد العظيم". معرباً عن "فخره لعدم إراقة أية قطرة دم" طوال ما أسماه بـ "المأزق السياسي" الذي شهدته بلاده على خلفية تشبّثه بالحكم رغم خسارته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/ كانون أول الماضي.
وأمس الأول الخمس، دخلت قوات تابعة لمجموعة دول غرب إفريقيا، "إيكواس"، غامبيا، لكنها توقفت عن دخول العاصمة بانغول، بطلب من الرئيس الغيني ألفا كوندي، الذي قاد رفقة نظيره الموريتاني الوساطة الإفريقية.
وواجه جامع الذي حكم البلاد منذ 22 عاما، اتهامات من المعارضة بـ"ممارسة الديكتاتورية والتسلط والإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء"، وهو ما ينفيه الأول.