انتقد سفير أمريكي سابق لدى السعودية، الخميس، ردة فعل بلاده تجاه مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بعد مرور 100 يوم على الحادثة، واصفًا إياها بـ"المهزلة".
وقال السفير روبرت جوردان، الذي شغل منصبه في ظل حكم الرئيس الأسبق جورج بوش، لـ"سي إن إن" الأمريكية، إن ردة الفعل تجاه مقتل خاشقجي هي "مهزلة من ناحية نوع العقوبات التي فرضتها واشنطن".
وأضاف جوردان: "لم نر شيئًا من هذه الإدارة غير إلغاء تأشيرات الدخول لبعض المجرمين، ما يعني أنه لم يعد بمقدورهم المجئ إلى هنا، فيما يمكنهم الذهاب إلى ديزني لاند".
وتابع: "هذه مهزلة من حيث نوع العقوبات التي يجب أن نفرضها".
واستطرد السفير الأسبق بالقول إنه ينبغي على الولايات المتحدة عدم تكرار مشاركتها في مؤتمر دافوس الصحراء (بالرياض)، كما يبنغي عدم منح القنصل العام السعودي في إسطنبول امتيازات سفر إلى الأراضي الأمريكية.
" تحدثنا عن الحد من الحرب في اليمن، والحد من تقديم المساعدات من جانبا، إلا أننا لم نر الكثير من العمل في هذا الخصوص"، هكذا أضاف.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، فرض عقوبات على 17 سعوديا، على خلفية مقتل خاشقجي، داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.
ونشرت وزارة الخزانة الأمريكية، بيانا عبر موقعها الالكتروني، يضم قائمة بأسماء الأشخاص المستهدفين بالعقوبات.
وتفرض العقوبات المذكورة بموجب ما يسمى بـ"قانون ماغنيتسكي"، الذي يخول للإدارة الأمريكية فرض عقوبات على متهمين بانتهاك حقوق الإنسان، تشمل تجميد أصولهم، وحظرهم من دخول الولايات المتحدة.
وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولًا في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.
وعقب 18 يومًا على الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت المملكة مقتل خاشقجي إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطنًا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض معه (دون ذكر اسمه).
والخميس الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية عقد أولى جلسات محاكمة مدانين في القضية، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت المحاكمة غير كافية، وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق "شفاف وشامل.