جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه التام لــ"صفقة العصر" كما يسميها البعض، مشددًا على أنه إذا كان وعد بلفور (تعهد بريطانيا بإقامة دولة إسرائيل) قد مر، فلن تمر "صفقة العصر".
جاء ذلك في كلمة له، الأحد، أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية برام الله.
وقال عباس إنه آن الأوان لتنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني الأخيرة، التي دعت إلى تحديد العلاقات مع إسرائيل، في إشارة إلى سحب الاعتراف بإسرائيل.
وشدد عباس على تمسكه برفض "صفقة العصر"، قائلا: "منذ 100 عام يحاول الأعداء تطبيق وعد بلفور والآن يطبقونه عبر صفقة العصر (القرن)".
وأضاف: "إذا مر وعد بلفور فلن تمر صفقة العصر".
وتابع أن "القدس الشرقية عاصمتنا ولن نقبل بمقولة إن القدس عاصمة لدولتين".
و"وعد بلفور"، هو الاسم الشائع الذي يطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الراحل آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، وتعهد فيها بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
و"صفقة القرن" هو اسم إعلامي لخطة سلام تعمل عليها الولايات المتحدة، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها القدس واللاجئين.
وحول المصالحة الفلسطينية، قال عباس إن حركة حماس "لم تترك بابًا لأية مصالحة، ونحن لم نعد نحتمل".
وأردف: "لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة"، متهما "حماس" بأنها "قبلت بدولة ذات حدود مؤقتة"، وهو ما تنفه "حماس" وتحمل "فتح" مسوؤلية استمرار الانقسام.
كما جدد الرئيس الفلسطيني تأكيده على أن "رواتب الشهداء والأسرى والجرحى خط أحمر".
والأحد، انطلقت اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في رام الله، وسط الضفة الغربية، في ظل مقاطعة فصائل رئيسية.
وحملت الدورة الـ30 لاجتماعات المجلس عنوان "الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت".
ويناقش المجلس، على مدار يومين، ما تتعرض له القضية الفلسطينية من هجمة شرسة تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني، والحقوق المشروعة، في العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس.
وفي وقت سابق، قال رئيس المجلس الوطني، سليم الزعنون، إن "الهدف الدورة الحالية وضع آليات تنفيذية للقرارات الصادرة عن المجلس الوطني في دورته الأخيرة، وكذلك القرارات الصادرة عن المجلس المركزي في دوراته السابقة".
وقبل أشهر، كلف المجلس المركزي الفلسطيني، "اللجنة التنفيذية" لمنظمة التحرير، بـ"تعليق الاعتراف بإسرائيل"، رداً على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
كذلك، قرر المجلس "وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ووقف العلاقات الاقتصادية معها"، من دون الخوض في تفاصيل توقيت دخول تلك القرارات حيز التنفيذ.
وتقاطع 5 فصائل فلسطينية اجتماعات المجلس المركزي، وهي "حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهتين الديمقراطية والشعبية، وحزب المبادرة الوطنية".
والمجلس المركزي، هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني (أعلى هيئة تشريعية)، التابع لمنظمة التحرير التي تضم الفصائل، عدا حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".