اشترط رئيس وفد الفصائل العسكرية السورية المعارضة، محمد علوش، للمشاركة في الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة في الـ20 من الشهر الجاري، الالتزام بالوعود التي حصلوا عليها في محادثات أستانة الشهر الماضي والمتعلقة بوقف إطلاق النار، والإفراج عن كافة المعتقلين لدى النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، للأناضول، وتطرق خلالها أيضا إلى اللقاء الذي تم مع الجانب الروسي في أنقرة قبل أيام.
وقال علوش إن "الفصائل العسكرية كان موقفها واضح فقد ذهبنا إلى أستانة وحصلنا على جملة من الوعود ونحن ننتظر تطبيقها (..)، لا يمكن أن نذهب إلى مكان آخر قبل أن تطبيق مطالبنا على الأرض، وهي: وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لاسيما النساء والأطفال، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة باعتبار أن ذلك يساهم في إيجاد بيئة تفاوضية سليمة يمكن أن ننتقل بعدها إلى مسار آخر".
وعن تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى جنيف، أشار علوش إلى أن "الخطوات والفائدة عن الأرض أهم من تشكيلة الوفد؛ فإذا أثمرت أستانة وصارت واقعا على الأرض فسيكون إشراك باقي قوى الثورة الحقيقية بشكل صادق أمر واجب، والهيئة العليا للتفاوض (الممثلة للمعارضة) أخدت على عاتقها أن تفعل ذلك، ونحن مؤيدين للعمل إذا كان هناك حقيقة واقعة على الأرض".
وأضاف أنه "في الجولات السابقة لم يكن هناك ضامن، حتى الأمم المتحدة لم تكن ضامنة وليس لها القدرة على ذلك فهي وقفت عاجزة، وقالت بصريح العبارة نحن عاجزين عن إدخال علبة حليب أطفال إلى مضايا وداريا، وبعد بذل جهود دخلت بعض المساعدات لكن لم يتم تغيير أي شيء على الأرض".
واعتبر رئيس وفد الفصائل العسكرية السورية المعارضة أنه "بالرغم من وجود روسيا كضامن في هذه المرة إلا أن النظام، الذي طالما راوغ وماطل بخصوص العقود والمواثيق التي وقعها، لا يحترم كلمته حتى أمام الضامن الذي ضمنه".
وتابع: "رجعنا من أستانة وهناك أمور تلقينا فيها وعود من الجهات الضامنة لتفعليها على الأرض وخرجنا بحزمة من الإجراءات منها وعد بعدم اقتحام وادي بردى (ريف العاصمة دمشق) وعدم الهجوم على الغوطة (في المنطقة نفسها) وأن لا يتم استهداف الفصائل".
غير أنه استدرك قائلا: "إلا أن ذلك لم يتم بل تم تهجير وادي بردى وحصلت عدة اقتحامات على الغوطة فأرسلنا مذكرة قانونية للجهات الضامنة نبين فيها موقفنا مما يجري، وننتظر الجواب على ورقة تثبيت وقف إطلاق النار وهذا سيكون في السادس من هذا الشهر إما أن يلتزمون ونستمر وإما أن يكون نهاية المطاف".
ونوه علوش إلى أن "كثير ممن انتقدنا في الذهاب إلى أستانة لا يدري أن ما نقوم به هو للتخفيف عن شعبنا وإيقاف التهجير ورفع المعاناة عن الموجودين داخل المخيمات وفي السجون وزنازين التعذيب لدى النظام، نحن نخوض محاولة قد تنجح أو تفشل، يكفينا أننا لن نوفر طريقاً ولن ندخر جهداً في سبيل رفع المعاناة عن هذا الشعب المظلوم المكلوم".
وأوضح أن "الأمر الآن في يد روسيا؛ فالمعارضة وقعت الاتفاقية والتزمت بها وأوفت بالضمانة التركية، إلا أن الجانب الآخر المتمثل بإيران والنظام السوري والذي ضمنته روسيا لم يلتزم بالاتفاقية".
ولفت إلى أن "فشل روسيا في الإيفاء بما ضمنته هذه المرة يعني أنها ستفشل في المرات القادمة كما أن ذلك يدل على عدم وجود نية حسنة أو تمهيد لوجود حل".
علوش أشار أيضا إلى أن "المعارضة رحبت من انتقال الجانب الروسي من طرف مقاتل إلى طرف ضامن دون أن تنسى المجازر الكثيرة التي ارتكبها بحق الشعب السوري".
وتطرق إلى اللقاء الذي جمع المعارضة مع الجانب الروسي في أنقرة، قبل أيام، وقال إن موسكو عرضت خلال الاجتماع 3 مسارات، الأول يتعلق بوقف إطلاق النار، والثاني يتعلق بالجانب الإنساني، أما الثالث فهو خاص بالشأن السياسي.
وأوضح أن "جوابهم كان بأن تزامن هذه المسارات غير وارد في ظل القصف بالطيران وعمليات التهجير والاقتحام وبمشاركة ضباط روس، باعتبار ذلك إخلالاً باتفاقية وقف إطلاق النار الموقع في 30 ديسمبر/ كانون الأول".
واعتباراً من 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو.
وعن لقاءات المعارضة في أنقرة، قال علوش إنه "حضرها من جانب المعارضة الوفد العسكري والمنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض الحجاب ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس عبدة، وممثلين عن القوى الثورية، وأن النقاشات دارت حول موضوع مباحثات جنيف المزمع عقدها في 20 من الشهر الجاري وعن استحقاق تشكيل وفد موحد للمعارضة".
وحول الدور الإيراني في سوريا، اتهم علوش طهران "بالسعي إلى تخريب الجهود باتجاه الحل السياسي"، مضيفاً أن "طمع إيران بأن تتوسع وأن تسيطر على دول المنطقة لا يحده قيم ولا أخلاق ولا قوانين؛ فهي تستخدم أبشع أساليب القتل والإرهاب إما بنفسها أو عبر أدواتها المفضوحة مثل حزب الله اللبناني وحركة النجباء وغيرها من الميليشيات".