بقيادة البروفيسور التركي "غوكهان هوتامشلي غيل"، المتخصص في الأمراض الوراثية والأيضية المزمنة في جامعة "هارفارد" الأمريكية، تمكن فريق أبحاث "مركز صبري أولكر" من ابتكار وتطوير آلية تعمل بمثابة درع يقي الخلايا من التأثيرات الضارة للكولسترول.
وتبرعت شركة "يلدز" التركية القابضة بـ24 مليون دولار لكلية الصحة العامة في جامعة "هارفارد" عام 2014، بهدف إطلاق اسم مالكها الراحل "صبري أولكر" على مختبر الأمراض الوراثية والأيضية المزمنة في الكلية على مدى 10 أعوام.
وخلال حديث مع الأناضول، قدم رئيس المركز "هوتامشلي غيل" معلومات حول طبيعة المشاريع والأبحاث التي يعمل عليها فريقه، فضلا عن تفاصيل حول آلية كشف وقياس مستوى الكولسترول داخل خلايا الجسم.
وأشار إلى تركيز أبحاثهم على الأمراض الأيضية المزمنة، مثل "السكري" و"القلب" و"البدانة" و"التنكسية"، والتي تشاهد بشكل أكثر لدى المرضى المتقدمين في السن.
وأكد البروفيسور التركي على أنهم يسعون إلى فهم كيفية عمل الأيض وأسباب تدهوره؛ وذلك لكونه من الآليات الأساسية في الجسم.
وحسب وصف "هوتامشلي غيل"، فإن الأيض يشبه السيارة، فهي تهترئ بالتدريج وبمستويات معينة كلما عملت ودارت عجلاتها، وهذا التحول لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وإنما يظهر مع مرور الزمن.
وأوضح أن الأعوام ما بين 20 و30 الأولى، تكون عادة مرحلة صحية بالنسبة إلى الإنسان إذا لم تكن هناك عوامل وراثية، أو في حال عدم التعرض لحوادث مفاجئة قد تؤدي إلى ظهور المشكلات والأمراض في وقت مبكر.
ولفت إلى أن الإصابات تتحسن بسرعة خلال هذه المرحلة مقارنة بالمراحل اللاحقة، فعلى سبيل المثال يستطيع الإنسان استئناف المشي أو الركض بعد أسبوع من التواء الكاحل.
وتابع الأكاديمي التركي: "هذه المرحلة خالية من الأمراض، أما مرحلة الأعوام ما بين 30 و60 فيمكن تسميتها بفترة الاهتراء؛ حيث يبدأ تراكم الأضرار، وظهور آثارها على الجسم".
وأكد "هوتامشلي غيل" أن أساس الأبحاث والمشاريع التي يجريها مع فريقه في مركز "صبري أولكر"، هو الكولسترول الذي يعد من الجزيئات الضرورية لتشكل الخلايا، لكنه في نفس الوقت جزيء سام وخطير جدا يصعب التحكم به أو إدارته.
وقال إن الكولسترول ميال جدا للتفاعل مع الجزيئات والأغشية الأخرى المحيطة به، وهو قادر على تخريب بنية وأداء الأشياء الأخرى التي يتفاعل معها، وبالتالي هو جزيء تعجز الخلية عن منعه من التجول في محيطها أو منع ارتفاع مستواه بداخلها.
وأضاف: "نحن تمكنا من تطوير آلية توضع داخل الخلية وتمكّن الأخيرة من منع ارتفاع مستوى الكولسترول، أو التحكم به في نطاق ضيق".
ووفقا للأكاديمي التركي، فإن هذه الآليات الجديدة يمكنها تزويد الفريق بمعلومات عن كيفية مواجهة هذه الجزيء الصعب خلال مرحلة تطور الخلية، وطوال حياة مخلوق ما.
وبين "هوتامشلي غيل" أن التغذية ونمط الحياة لهما دور كبير في ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، كما أن الآليات الموضوعة داخل الخلايات تلعب دورا مهما في التحكم بهذا الجزيء، وكلا الأمرين مرتبطان ببعضهما.
وشدد على أن الآلية المطورة ليست فقط ابتكارا يخص مرضا معينا فقط، وإنما اكتشاف من شأنه أن يتيح إمكانية تغيير جميع أنواع الخلايا وكافة المهام التي تقوم بها في الجسم.