قائد "النخبة" العراقية: مستعدّون لأي خرق أمني والحرب منحتنا الخبرة

قائد "النخبة" العراقية: مستعدّون لأي خرق أمني والحرب منحتنا الخبرة
8.2.2018 19:26

eposta yazdır zoom+ zoom-
قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق، عبد الغني الأسدي، إن قواته ستظلّ -على الدوام- على أهبة الاستعداد تحسّبا لأي طارئ، مشيرا أن الحرب على الإرهاب ببلاده منحت الجهاز خبرة ميدانية واسعة.
وفي مقابلة مع الأناضول جرت بمكتبه بالعاصمة بغداد، أوضح الأسدي أن قواته خاضت، إلى جانب فصائل أخرى، حربا ضارية على مدى ثلاث سنوات ضد "داعش" الإرهابي، انتهت بهزيمة التنظيم".
وأضاف أن الحرب على الإرهاب "مكّنت القوات العراقية من اكتساب خبرة ميدانية واسعة تسعى إلى تطويرها في الفترة القادمة".
 
وبالرغم من انتهاء المعارك تقريبا مع داعش في جميع المدن العراقية و"تحرير سكانها منه"، غير أن ذلك لا ينفي أن قوات النخبة "ستكون على أهبة الاستعداد دائما"، تحسّبا لهجمات الجيوب المتبقية من التنظيم أو أي تنظيم مسلح آخر قد يظهر مجددا في العراق الذي مزقته الحرب على مدى عقود، كما يؤكد الأسدي. 
 
 
** رأس الرمح في الحرب 
 
تعد قوات جهاز مكافحة الإرهاب قوات نخبة بالجيش العراقي، وتلقت تدريبات على يد القوات الأمريكية ودول أخرى من التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش". 
وفي الحرب الطاحنة التي بدأت منذ صيف 2014 وحتى نهاية العام الماضي، كانت قوات مكافحة الإرهاب بمثابة رأس الرمح بهذه الحرب.
ووفق الأسدي، فإن هذه المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة لقواته، وخاصة في المرحلة الأولى من الحرب، حين كان الجهاز يفتقر للخبرة المطلوبة في مواجهة مقاتلي التنظيم المسلحين جيدا والمستعدين للقتال حتى آخر رمق. 
 
ويقول الأسدي إن أولى المعارك التي خاضتها قواته كانت في محافظة الأنبار (غرب) وقد كانت الأصعب، حيث "جابهنا عدوا لسنا معتادين على قتاله".
وأضاف: "كنا مدربين على عمليات المداهمات واعتقال المطلوبين للقضاء، وفوجئنا بعدو يقاتل بمختلف الأساليب وبمفخخات وأحزمة ناسفة وعبوات في طرق التقدم، ويقاتل ببيوت مفخخة". 
 
 
** خسائر الجهاز 
 
الأسدي تحفّظ عن الإفصاح عن حجم الخسائر في صفوف قواته خلال الحرب، مكتفيا بالقول: "تكبّدنا خسائر وكل المعارك يكون فيها تضحيات، غير أنه لا يسعنا حاليا التصريح برقم دقيق لحين انتهاء الدراسة حول هذا الجانب". 
 
في المقابل، أشاد الأسدي بما قامت به قوات الجهاز في حماية المدنيين خلال الحرب والحفاظ على ممتلكاتهم، مبقيا باللوم على "داعش" في تفخيخ المنازل والأبنية وتدميرها لعرقلة تقدم القوات العراقية داخل المدن. 
 
وفي الآن نفسه، لم يخف الأسدي ارتكاب بعض عناصر قواته لانتهاكات أثناء الحرب، قائلا: "قمنا بتحديد بعض الانتهاكات الفردية المحدودة جدا في الموصل، وعالجناها فورا، ومن يتم محاكمته بانتهاك يطرد من الجهاز أو ينقل خارجه". 
 
وعموما، فإن انضباط قوات الجهاز عزز بشكل كبير ثقة السكان به خلال الحرب، قبل أن تبدأ قواته حاليا بالعودة إلى ثكناتها العسكرية المنتشرة في أرجاء البلاد. 
وتوضيحا للجزئية الأخيرة، قال: "الآن لدينا قطعات متمركزة في محافظة كركوك وفي الموصل وصلاح الدين (شمال)، وأعدنا بعض الأفواج إلى ثكناتها في المحافظات، فيما ستعود بقية القوات تدريجيا لمواقعها الأصلية". 
 
وأشار إلى أن قواته ستبقى "على أتم الجاهزية لمواجهة أي خرق أمني في أي محافظة، وفي حال تم تكليفنا بالتدخل من قبل القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي)، وبخلاف ذلك، فإن الشرطة الاتحادية هي من تتولى الحفاظ على الأمن أو معالجة أي خرق". 
 
 
**الدعم الدولي للجهاز 
 
من المنتظر أن يركز الجهاز في الفترة المقبلة على تطوير مهاراته القتالية بدعم من دول غربية وتركيا. 
 
ويقول الأسدي إن "لدينا عقد شراكة مستمرة مع القوات الأميركية، وعقود أخرى مع الاستراليين والكنديين والفرنسيين، ولدينا حلقات دراسية مع تركيا، وكل منهم له نمط معين نوعي في دعم الجهاز وتطوير قدراته". 
 
وأردف: "لدينا خبرة متكاملة، لهذا لن نصرف المزيد من الأموال على التدريب بل في التطوير، وخرجنا من المعركة بدروس وهذه الدروس ستدخل ضمن منهاج الجهاز التدريبي وستضاف لها بنود أخرى". 
 
وتماما مثلما رسمت الحرب ضد "داعش" مشاهد مؤلمة في ذاكرة الكثير من العراقيين، فإن الأسدي يحتفظ بالكثير من تلك المشاهد، بينها مشهد طفلة قال إنها جعلته يذرف الدموع. 
 
وفي معرض سرده للواقعة، قال إن تنظيم "داعش" كان يحتجز 50 شخصا في سرداب منزل مفخخ في الجانب الغربي لمدينة الموصل، إبان الحرب داخل المدينة العام الماضي. 
 
وأضاف أن قوات الجهاز تمكنت من تحرير أولئك المدنيين، لكن طفلة جعلته يذرف الدموع حين توجّهت إليه معاتبة على تأخر القوات العراق في إسدال الستار عن محنتهم التي استمرت على مدى ثلاث سنوات من حكم "داعش". 
 
وعقب تحرير أحياء الموصل بالكامل من "داعش"، رافق الأسدي تلك الطفلة في جولة، ليريها أنهم لم يتأخروا، وإنما تلك هي أحكام الحرب الجائرة التي تفرض الكثير من الأشياء على الناس. 
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس