"بدر حسون"؛ قرية لبنانية لا تشبه غيرها من قرى البلاد، لخلوّها من السكان والمباني باستثناء مبنى تراثي وبيئي ضخم، يضمّ مصانع الصابون والزيوت الطبيعية المستخرجة من الأعشاب.
وفي هذه المصانع، شهد العالم ولادة أغلى صابونة مصنوعة من الذهب، ويبلغ سعرها ألفين و800 دولار، ما يعتبر من أفخر المنتجات الطبيعية في المعمورة.
** صابونة بمواصفات "خاصة"
من بين ألف و400 منتج بالقرية البيئية، تبرز وتشتهر صابونة الذهب المصنوعة من المعدن الثمين، والتي تعتبر الأفضل طبّيا للجلد، ما جعل سعرها في حدود الألفين و800 دولار.
الصابونة حصلت على براءة إختراع، وهي مزيج من الذهب ودهن العود الكمبودي وزيوت نادرة، إلى جانب 30% من العسل الطبيعي، واستغرقت 6 أشهر لصناعتها.
سعر خيالي يفسّر ما للصابونة من فوائد جمّة، حيث تسحر مستخدميها بقدرتها على شدّ بشرة الوجه، والتخفيف من تعب العيون، كما أنها تضفي راحة نفسية لمستخدميها، وفق القائمين على صناعتها.
وتعتبر الشيخة موزة المسند، زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أوّل من بادر بشراء هذه الصابونة، قبل أن تعود وتبتاع منها لاحقا مجموعة لتقديمها هدايا لزوار قصر عائلتها.
كما أن عددا من الفنادق الفاخرة في البحرين والإمارات، تضع هذه الصابونة في أجنحتها الفخمة.
"بدر حسون".. قرية الصابون
القرية حصلت على اسمها من صاحب المصنع بدر حسون الذي يسكنها مع عائلته وعماله، وتقع وسط بلدة ضهر العين (شمال)، على بعد نحو 125 كيلومترا من بيروت.
وأنشأت القرية النموذجية منذ 6 سنوات على يد حسون، عقب حصولها على ترخيص من المنظمة الدولية للمعايير، كما تخضع أيضا لشروط ومعايير منظمة الصحة العالمية.
68 شخصاً من أفراد عائلة حسون يسكنون القرية، ويتعاونون سوياً مع عشرات العمال الآخرين في زراعة الأعشاب والزيتون لإنتاج أطنان من الصابون شهرياً يتم توزيعها داخل السوق اللبناني والأسواق الأميركية والأسترالية وفق أمير حسون.
أمير؛ إبن الجيل الـ15 من العائلة التي اشتهرت بصناعة الصابون منذ حوالي 600 عام، أعلن للأناضول تسلّمه منصب إدارة التطوير والتسويق في هذه المؤسسة، لافتا إلى أنه يطمح مستقبلاً بفتح أسواق في الدول العربية والأوروبية، بينها تركيا.
** منتجات خالية من المواد الكيميائية
تستخرج الخلطات التي تدخل في صناعة أكثر من 1400 منتج بالقرية من نبتات إكليل الجبل والخزامى ونبتة الميرمية وزيت الزيتون، وهي خالية تماماً من الشحوم والمواد الكيميائية.
ووفق حسون، فإن التاريخ يؤكد أن أجداده هم أول من أدخلوا الصابون إلى فرنسا في القرن الرابع عشر، وتحديداً إلى مدينة مرسيليا (جنوب) حين كان الفرنسيون يشتهرون بقلة النظافة وعدم رغبتهم بالإستحمام.
غير أن هذه الصناعة التاريخية توقفت لاحقاً لفترة طويلة، قبل أن يقوم بدر حسون، في السنوات، بإحيائها ليورثها لأبنائه ممن يعتزمون بدورهم المحافظة على هذا النشاط خصوصا مع التوسع التجاري لشركتهم.
ومن أبرز الأسواق الخارجية التي تستورد منتجات "خان الصابون"، الولايات المتحدة والصين وقطر وأستراليا، وغالبا ما تشتري هذه البلدان الصابون لتزويد فنادقها ومستشفياتها به.
وبخصوص مراحل تصنيع المنتجات، أشار حسون أنه يتم تقطير الأعشاب من بعدها يطبخ الصابون على نار حامية ثم يتم إدخال ماء الأعشاب الطبيّة العطرية.
وتستغرق عملية الطبخ حسب أمير حسون من 8 إلى 16 ساعة ويترك الصابون لينشف، ثم يطبخ على البخار وتدخل إليه الأعشاب ثم يضاف العسل.
وتُخضع المواد الأولية للفحوصات في مختبرات خاصة بما في ذلك المياه، وكذلك المنتج بعد نهاية عملية تصنيعه.
وتطمح عائلة حسون الدخول إلى السوق التركية، وتنتظر الفرصة المناسبة للقيام بذلك، معتبرة أن هذه السوق مهمة للغاية في ظل ارتفاع الوافدين عليها من السياح.
وعلاوة على ذلك، قال أمير حسون إن الأتراك يعشقون مثل هذه الصناعات البيئية ويهتمون بها، ما يشجعه على استهداف هذه السوق الواعدة.