جدد الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر نفي الاتهامات الموجهة لبلاده بدعم الإرهاب، مؤكدا أن الدوحة "لا تدعم الإرهاب من قريب ولا من بعيد".
جاء هذا في مقابلة مع صحيفة "إل باييس" الإسبانية، أعادت نشرها وكالة الأنباء القطرية مساء الأحد.
وتعصف بالخليج منذ 5 يونيو/حزيران الماضي أزمة كبيرة، بعد ما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى "دعمها للإرهاب".
وتنفي الدوحة جملة الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.
واتهم المسؤول القطري في تصريحاته، الدول المقاطعة لبلاده بـ"شن حملة أخبار مزيفة" ضد بلاده.
وقال في هذا الصدد "إنهم(الدول المقاطعة) يستخدمون جيوشا على موقع تويتر، ومواقع إلكترونية(لم يسمها) يديرونها لنشر أخبار مزيفة".
واستنكر "الأخبار المزيفة التي تبثها دول الحصار حول معاناة الاقتصاد القطري"، مشيرا أنهم "لم يذكروا أو ربما لا يفهمون طريقة عمل الاقتصاد القطري".
وأكد أن "دولة قطر تتمتع بالمرونة الاقتصادية اللازمة للبحث عن مصادر أخرى لاستيراد البضائع".
كما أفاد أن بلاده "كانت زبونا(عميلا) لشركاتهم(الدول المقاطعة) تشترى بضائعهم، وبالتالي فالخاسر هو شركاتهم التي فقدت زبونا هاما".
سبب الأزمة الخليجية:
واعتبر أن الأزمة الخليجية برمتها جاءت "بسبب اختلافات في الرأي"، مشيرا أن دولة قطر كان لها رأي يختلف مع آراء ووجهات نظر دول الحصار في مواضيع عديدة.
وكمثال على تلك الخلافات قال آل ثاني "منها على سبيل المثال ثورات الربيع العربي ومواضيع إقليمية مختلفة أخرى(لم يذكرها)".
وأردف قائلا "دعمنا الشعوب(بدول الربيع العربي).. لكن يبدو أن دول الحصار دعمت الطرف الآخر(في إشارة أنظمة تلك الدول)، وهو أمر ليس بمشكلة لنا، فنحن لا نملي اختياراتنا على الآخرين".
واعتبر أن "الهدف من وراء هذا الحصار واضح للغاية، وهو قمع استقلالية السياسة الخارجية لدولة قطر".
في السياق ذاته ذكر أن الدول المقطاعة لبلاده " تريد سلب قطر استقلاليتها وسيادتها وإغلاق وسائل الإعلام الحرة والسبب وراء ذلك هو وجود اختلافات في الرأي".
إغلاق الجزيرة
وفيما يتعلق بمطلب إغلاق شبكة الجزيرة ، أشار آل ثاني، أن "هذه ليست المرة الأولى التي يطلبون فيها إغلاق القناة"، مؤكدًا أنها لن تكون الأخيرة أيضا.
واعتبر أن الدول المقاطعة لبلاده "يحرجون أنفسهم ومجلس التعاون الخليجي بمثل هذه المطالب، وغيرها من المطالب الطفولية".
المسؤول أكد أيضًا أن "دولة قطر تؤمن بأن الحوار السياسي والوساطة هما السبيل الوحيد لحل الاختلافات في الآراء، وليس العدوان."
وأشار إلى أن هذا هو رأي دولة قطر منذ اليوم الأول لنشوب الأزمة.
وأضاف:" أن الحوار هو السبيل الوحيد أيضا لتحقيق تقدم إيجابي يخدم مصالح شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ككل ويحقق الاستقرار في المنطقة".
الاتهامات المصرية للدوحة بـ"دعم الإخوان":
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لبلاده من مصر، قال مدير مكتب الاتصال الحكومي " البعض يقول إننا دعمنا الإخوان المسلمين، لكننا لم ندعمهم أبدًا، نحن دعمنا الشعب المصري".
ونوه بأن هناك نحو 200 ألف مصري في قطر، وهم يعاملون بنفس المعاملة التي يعامل بها جميع المغتربين الآخرين بالبلاد، ويتمتعون بنفس الاحترام والكرامة مثلهم مثل أي شخص آخر.
الوضع اليمني
وفيما يخص الوضع في اليمن، أكد آل ثاني أن دولة قطر قلقة بشأن الأحوال والأوضاع الإنسانية هناك، مشددًا على ضرورة قلق الجميع بشأن تداعي الوضع الصحي والغذائي في البلاد.
وقال إن بلاده غادرت التحالف العربي خلال الأسابيع الأولى من الأزمة بناء على طلب التحالف نفسه.
وأشار إلى أن المشاركة القطرية في الأزمة اليمنية "كانت في الجانب السعودي من الحدود لدعم الهدف الرئيس من العملية".
وآل ثاني أوضح أيضًا أن مشاركة بلاده بالتحالف، جاءت بناء على طلب من مجلس التعاون، ونظرا للتهديدات التي يفرضها مسلحوا جماعة "أنصار الله" (الحوثي) على دول المجلس.
وبطلب من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، يشن طيران التحالف، منذ 26 مارس/آذار 2015، غارات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.