شهدت العاصمة الإيرانية، طهران، مساء الأربعاء، قمة ثلاثية جمعت بين الرئيس حسن روحاني، ونظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والأذري، إلهام علييف.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، فإن القمة الثلاثية، التي جمعت الرؤساء الثلاثة للعام الثاني، انتهت ببيان مشترك شدد على ضرورة التعاون بينهم في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية منها.
وفي تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقب انتهاء القمة، قال الرئيس روحاني، إن بيان طهران مكمل ومسرّع للقرارات المشتركة التي تم اتخاذها في القمة الأولى التي انعقدت بالعاصمة الآذرية، باكو.
ولفت روحاني أن بلاده وروسيا وأذربيجان دولة غنية بالنفط والغاز الطبيعي، مضيفًا "مساعينا المشتركة ستمهد الطريق لتحقيق نمو سريع لاقتصادياتنا".
وقال إن صندوق الاستثمار المشترك المزمع إنشائه بين الدول الثلاثة، سيعزز قوة هذه الدول في مجالات اقتصادية متنوعة، كما سيعزز إمكانيات التعاون بينها.
الرئيس الإيراني أوضح كذلك أن القمة ركزت على العديد من الموضوعات الإقليمية، فضلا عن مجالات التعاون الاقتصادي المشتركة، مثل الطاقة، والمواصلات، والإنشاءات.
وشدد روحاني على أن القريب العاجل سيشهد الانتهاء من بناء خط (رشت – استارا) للسكك الحديدية داخل إيران، ضمن مشروع ممر (الشمال - الجنوب) للمواصلات، الذي من المنتظر أن يربط مرفأ "بندر عباس" جنوبي إيران، بالعاصمة الفنلندية، هلسنكي.
تجدر الإشارة أن ممر (الشمال – الجنوب) يتكون من خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية، ويعتبر أحد أكبر مشاريع النقل الدولي بالعالم، إذ سيربط بين مدينة مومباي على الساحل الغربي للهند، ومدينة سانت بطرسبرغ غربي روسيا.
وسيتم تنفيذ المشروع لنقل البضائع الايرانية والروسية والهندية والأذرية وجميع الدول عبر هذا الممر، بغية خفض تكاليف النقل والمدة الزمنية.
في ذات السياق أوضح الرئيس الإيراني، أن مباحثات القمة تناولت كذلك موضوعي النفط والاستثمارات.
من جانبه أشار الرئيس الروسي، في المؤتمر الصحفي ذاته، إلى أهمية مشروع ممر (الشمال - الجنوب)، مؤكدًا عزم الدول الثلاثة على زيادة مساعيها المشتركة للاستفادة من الممر قدرالمستطاع.
وأوضح أن القمة الثلاثية بحثت العديد من الموضوعات، مثل الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، مضيفًا "غير أن الموضوعات الاقتصادية كانت المادة الرئيسية للمباحثات".
وأكد بوتين أن روسيا وإيران وأذربيجان دول غنية بالمواد الهيدروكربونية فى المنطقة، متابعًا "ونحن نسعى للتعاون المشترك في هذا المجال، لا أن ننافس بعضنا البعض".
بدوره قال الرئيس الأذري علييف، إن التعاون المشترك بين روسيا وإيران وأذربيجان، سيكون له انعكاساته الإيجابية على المجال الاقتصادي، فضلا عن أهميته بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها.
وعقب انتهاء القمة وقع الرؤساء الثلاثة على بيانها المشترك.
تجدر الإشارة أن القادة الثلاثة سبق وأن وقعوا على بيانٍ مماثل صدر عن النسخة الأولى من القمة المذكورة، في أغسطس/آب 2006 بالعاصمة الآذرية، وتضمن البيان عدة موضوعات مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز ممرات الطاقة والنقل.