ان توتر العلاقات بين تركيا و يونان في الأيام الأخيرة مؤشرة مهمة بشئن المباحثات المسستمرة في القبرص. الذين لا علم لهم بفكرة ميغالي التي هي من احد مفاهيم القومية اليونانية التي تهدف لإقامة دولة يونانية تشمل جميع اليونانيين, والذين لم يصوّتوا لمبادرات إبقاء تركيا خارج قبرص, والذين أغمضوا على مرح الروم وتحركوا كأنه لا محالة غير إستسلام الجزيرة للروم فشهدوا مرة أخرى أن يونان له موقف عدائي مواجه تركيا. تستمر يونان العمل بما تعلم التي تحتضن المنظمات الإرهابية و في مقدمته حزب العمال الكردستلني (pkk) المتقدمة الدعم لمنظمة آسالا الأرمنية (أو ما يعرف عربيا بالجيش السري) التي قتّلت دبلوماسيات تركيا.
تبين أن يونان رفضت في عشرة سنة الأخيرة حتي الآن تسليم 50 إرهيبي الذين تركيا طلبت تسليمهم, وفي ضمهم الإرهابي الذي أعطي أمر تورط في عملية احتجاز المدعي العام محمد سليم كيراز، في القصر العدلي باسطنبول، نهاية مارس/آذار 2015، وقتله في مكتبه, وفي نفس الوقت تدهش أطوار مسؤولين الروم الرأي العام مقابل موقف التعويضي لتركيا و قبرص الشمالي, من جانبه أكد الرئيس القبرصى اليونانى نيكوس اناستاسيادس على أن القوات التركية الموجودة على جزيرة قبرص بالشطر التركى لابد أن تنسحب من الجزيرة, و قال رئيس أساقفة قبرص كريسوستوموس الثاني , " أقول مرة آخر حتى بغة التركية أنه لا حل". بل اليونان ترد تسليم ضباط فارين الذين على صلة بالانقلاب الفاشل في 15 تموز/ يوليو الماضي في تركيا.
هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليونان بفرض عقوبات عليها، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الجمعة 27 كانون الثاني/ يناير. وذلك عقب يوم واحد من إعلان المحكمة اليونانية العليا قراراً يمنع تسليم عسكريين أتراك فارين لليونان إلى السلطات التركية.
وقال وزير الخارجية التركي إن بلاده “ستتخذ خطوات لازمة” ضد اليونان وشدد الوزير “بما فيها إلغاء اتفاق إعادة قبول اللاجئين” وتابع أوغلو “نعتقد أن هذا القرار ليس قانونياً”، موضحاً أنه ليس هناك قانون فيه شيء من قبيل “حماية الانقلابيين”؛ وأشار إلى أن تركيا “لا تنظر بإيجابية إلى دول تحمي إرهابيين وخونة”.