الحرب التي تستمر في سوريا منذ إحدى عشر سنة تؤثر على الأطفال بشكل مخيف. يقضي أبناء الأمة أيامهم دون أن يتمتعوا بطفولتهم و التخيلات لمستقبلهم في المخيمات. لا ينالون التعليم الجيد و يبردون في ظروف الشتاء. يكافحون من أجل العيش وهم محرومون من الحصول على حاجاتهم الأصلية في وسط الحرب.
" الآلام في وجوههم"
قمنا بزيارة إلى المخيمات و أجرينا الحوار مع أبناء الأمة الحزينة الذين يعيشون في الظروف القاسية جدا...في الحقيقة حاولنا أن نجري الحوار...لأن بعضهم تحاشى عن الكلام و بعضهم أجاب عن الأسئلة إلا بعد دقائق بسبب حسهم آثار الحرب في أفئدتهم و أذهانهم. ينتبه الأطفال الذين كبروا في الحرب أو ولدوا فيها لحركاتهم و يتحاشون عن الكلام. تحس نظراتهم الصامتة التي تخاف حتى من الشكوى كيف يشعرون بأنهم عاشوا كثيرا رغم صغر عمرهم. و تبدو الأحداث المريرة في وجوههم...الذين نشؤوا في القسوة والفوضى وعدم الأمان...
" يعيشون بالوقار رغم كل شيء"
يقضي الأطفال أيامهم في المخيمات والذين ليست لهم الملابس ولا الأحذية مع سلوكهم الكريم رغم الفقر الذي يحدق بهم. أعظم رفاهية للأطفال القفز على الحبل والذين ليست لهم الأشياء الأساسية ولا الألعاب. يضحكون ولو بالصعوبة عندما يصنعون من الأشياء التي يجدونها ألعابا.
"لا نستطيع النوم بسبب البرد"
قال عمر (أحد عشر عاما): أعيش مع أسرتي في مخيمات الريان. أتينا من حلب. مخيمنا ممزق. نعيش الشتاء بالصعوبة. على كل حال نشكر الله و نعيش. قالت رهف (سبع سنوات): أعيش في مخيمات النور مع أسرتي. أتين هنا من قرية قناصير. أبي يعمل في الحقول عاملا. مخيماتنا قديمة جدا لذا تتمزق. ووضعنا المادي ليس جيدا.
" الوحول تسبب المرض"
يقول بلال (تسع سنوات): كما ترون؛ هنا محيطة بالوحول. هذه الوحول تسبب المرض و التعافي منه يكون صعبا. أعيش مع أسرتي. مات أبي قبل سنة. أنا يتيم. نعيش في المخيم. ليس هناك من يدعمنا. أنا أكبر سنا بين إخوتي. وعلي بعض المسؤوليات. الحمد لله نتماثل للشفاء رويدا رويدا.ابتعد بلال عنا بعد اكمال كلامها و أخذ كيسين من الطحين على ظهره و توجه إلى بيته.