القوات الأمريكية الراعية للإرهاب بدأت تعزز مواقعها العسكرية وتحصنها في مدينة منبج شمالي سوريا بينما تركيا تنتظر انسحابها
أرسلت القوات الأميركية تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج، الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات لمواجهة أي عملية محتملة قد تشمل المدينة في إطار مكافحة الإرهاب.
الإعلان الأمريكي
بعد الموقف الأمريكي المفاجئ اتخذه الرئيس دونالد تراب حول الإنسحاب من سوريا, قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الخميس الماضي، إن بلاده ستنسحب من سوريا “قريبًا جدًا”، على حد تعبيره، وأضاف: “نحن ألحقنا هزيمة نكراء بداعش، سنخرج من سوريا في وقت قريب جدًا جدًا، ودعوا الآخرين يهتمون بالأمر الآن”، مكررًا: “سنخرج من هناك قريبًا جدًا ونعود إلى بلدنا، حيث ننتمي ونريد أن نكون”، مؤكدًا أن واشنطن أنفقت تريليونات الدولارات في الشرق الأوسط، متابعا: “فلتفكروا في الأمر معي، لقد أنفقنا هناك 7 تريليونات دولار، هل تسعمون جيدًا، أقول ليس مليارًا أو مليونًا، بل 7 تريليونات دولار، لم يسمع أحد بهذا الرقم حتى 10 سنوات، لقد أنفقنا 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، ولم نجنِ شيئًا.. بلدنا الآن يبدو في كثير من الحالات كأنه بلد من العالم الثالث، وإنه لأمر محرج”.
ونقلت وكالة "الأناضول"، اليوم الأحد، عن مصادر محلية وصفتها بالموثوقة، أنّ القوات الأميركية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج، الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات.
وأضافت أنّ التعزيزات شملت إرسال نحو 300 عسكري، إضافة إلى عدد كبير من العربات المدرعة والمعدات الثقيلة، إلى المنطقة الفاصلة بين مدينة منبج ومنطقة درع الفرات، في ريف حلب الشمالي.
وأشارت المصادر إلى أنّ الولايات المتحدة استقدمت تعزيزاتها إلى المنطقة، من قاعدتها العسكرية في بلدة صرين بريف حلب الشمالي.
وتملك الولايات المتحدة الأميركية حالياً، ثلاث نقاط مراقبة على الخط الفاصل بين منطقة درع الفرات والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، في قرى توخار وحلونجي ودادات.
وبدأت القوات الأميركية، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بتسيير دوريات في المنطقة الفاصلة بين منطقة درع الفرات ومناطق سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، على نهر الساجور، وعلى امتداد الحدود السورية التركية.
الموقف الرسمي المعاكس
وترى الصحيفة، أنه من المحتم أن الإعلان هذا، قد كان مفاجئاً لوزير الدفاع (جيم ماتيس)، والقيادات العسكرية الأمريكية في المنطقة وكذلك المسؤولين الكبار في وزارة الخارجية، حيث سعوا جميعهم، ودافعوا علانية، في الأشهر القليلة الماضية، عن قرار بقاء القوات الأمريكية في سوريا.
كما أكدت، (دانا وايت)، المتحدث باسم البنتاغون الموقف نفسه يوم الخميس قبل ساعات فقط من حديث (ترامب)، قائلة إن القوات الأمريكية ستعمل مع الحلفاء المحليين "لتأمين ودعم الاستقرار في الأراضي المحررة، حيث يعمل الدبلوماسيون على حل النزاع السوري".
واتخذت الخارجية الموقف نفسه. "من المهم جدا بالنسبة لأمننا القومي، الحفاظ على الوجود عسكري والدبلوماسي في سوريا، للمساعدة في إنهاء هذا النزاع، ومساعدة الشعب السوري.. ولتحقيق مستقبل سياسي جديد" قال (ريكس تيلرسون) في خطاب ألقاه في كانون الثاني. وقال إن إدارة (ترامب) عاقدة العزم على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته إدارة (أوباما) في العراق، "رحيل سابق لأوانه. . . الأمر الذي سمح للقاعدة في العراق بالبقاء حيث تحول التنظيم في النهاية إلى داعش ".
تركيا تطالب الولايات المتحدة بإخراج المقاتلين الأكراد من مدينة منبج ذات الغالبية العربية، وتسليم المنطقة إلى أصحابها الحقيقيين.