لماذا ترد إسرائيل بعنف على غزة ؟

لماذا ترد إسرائيل بعنف على غزة ؟
7.2.2017 13:20

eposta yazdır zoom+ zoom-
قال محللون سياسيون فلسطينيون إن إسرائيل تسعى لتثبيت سياسة "الردع" في مواجهة المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس عبر سلسلة الغارات المكثفة على قطاع غزة.
 
واستبعد المحللون في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، أن تقوم إسرائيل بشنّ حرب جديدة على قطاع غزة، والدخول في مواجهة عسكرية، في الوقت الحالي.
 
وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية، أمس الاثنين، سلسلة من الغارات العنيفة والمكثفة على قطاع غزة، (قدرتها داخلية غزة بـ16 غارة)، قال الجيش الإسرائيلي إنها تأتي ردا على قذيفة صاروخية سقطت جنوبي إسرائيل لم تسفر عن أي إصابات.
 
واستهدف القصف الإسرائيلي أراضٍ زراعية، ومواقع تدريب تابعة لفصائل فلسطينية، وأسفرت عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح متوسطة.
 
وكان دوي الغارات الإسرائيلية "هائلا"، وأحدث ارتجاجات أرضية كبيرة.
 
إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل (غير حكومي)، قال إن إسرائيل تسعى إلى تثبت وفرض سياسة "الردع".
 
وأضاف:" واضح أن العدوان المكثف والمبالغ فيه (سلسلة من الغارات ردا على صاروخ واحد)، رسالة إلى المقاومة".
 
وبحسب المدهون كانت الرسالة في مدى اختبار ردة فعل المقاومة وصبرها في الاستمرار على القصف المتواصل على غزة، مستدركا:" أرادت كسر المعادلات المفروضة".
 
وتابع:" إسرائيل تجنبت في غاراتها استهداف المدنيين والمقاومين وحاولت التركيز على المناطق الفارغة وهو دليل على عدم توسعتها للمواجهة".
 
وأكد أن إسرائيل أرادت أن تفرض مع كل قذيفة تسقط عليه بردود فعل مكثفة من النيران.
 
وأضاف:" المقاومة لم تقم بالرد لأنها أرادت تفويت فرصة المواجهة مع إسرائيل على الأقل في الوقت الحالي".
 
ويقول طلال عوكل الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، إن القصف العنيف الليلة الماضية على مناطق مختلفة في قطاع غزة كان رسالة واضحة من إسرائيل للمقاومة بغزة وتحديدا حركة حماس.
 
وأضاف:" هي تريد أن تثبت حالة الردع، وأنها لن تقبل بإطلاق صواريخ بين الفينة والأخرى".
 
غير أن عوكل رأى أن هذه السياسة قد ترتد على إسرائيل وتنسف حالة الهدوء الميداني.
 
وتابع:" المقاومة ارتأت الصمت لأنها تدرك أن أي رد منها سيتم الرد عليه بصورة أقوى وأكثر شراسة"
 
ورأى أن الحكومة الإسرائيلية ستمضي في سياسة الردع، التي قال إنها ستكون أكثر قوة في كل مرة.
 
وأكمل قائلا:" الحدة في الغارات وتكثيفها يهدف لإرهاب الناس وتخويفهم، وإيصال رسالة لحماس بأن صاروخا واحد يُطلق سيقابله العشرات".
 
وهذا المشهد قد ينفلت من الطرفين الذي رأى عوكل أنهما ليسا في وارد الدخول بمواجهة جديدة حاليا.
 
وحمل أدرعي حركة حماس المسؤولية مؤكدا أنها تعتبر صاحبة السيادة في قطاع غزة.
 
إلا أن حركة حماس حذرت، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، "الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار في هذه الحماقات، ومن مغبة التمادي في التصعيد".
 
وأضافت "تفجير الأوضاع مع المقاومة لن يرتد إلا في وجهه".
 
وبين الفينة والأخرى، يجري تسجيل حوادث لسقوط قذائف صاروخية مصدرها غزة على جنوبي إسرائيل، وهو ما ترد عليه الأخيرة بقصف مناطق في القطاع.
 
المحلل العسكري الإسرائيلي الشهير "لون بن دافيد" رأى في الغارات رسالة من إسرائيل لردع حركة حماس.
 
إلا أن دفيد قال في تصريحات صحفية على القناة العبرية العاشرة مساء أمس إن حماس قد تمتص ضربات المساء، إلا أن الحركة قد تجد نفسها محشورة في الزاوية إذا ما واصل الجيش غاراته.
 
وأضاف أن الحركة لا تسعى للتصعيد في الوقت الراهن ولا يحلم أي منهم بالعودة للحرب إلا أن مواصلة الضغط قد تولد موجة جديدة من التصعيد.
 
من جانبه، قال عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت برام الله أن إسرائيل تسعى لتحقيق سياسة الردع، والرد على بقوة مضاعفة.
 
وأضاف:" هي تدرك جيدا الأوضاع الإنسانية في غزة، وأن المقاومة غير معنية بدخول في معركة جديدة وآثار الحرب الأخيرة لم تندمل بعد".
 
غير أن قاسم رأى في القصف الإسرائيلي رسالة بأن القادم قد يكون "أسوأ"، على مستوى الردود وقد يفتح باب المواجهة بين الطرفين.
 
وتوافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في 23 سبتمبر/أيلول 2015، على عقد مفاوضات غير مباشرة، بوساطة مصرية، بهدف تثبيت التهدئة، ولم يتم تحديد موعد جديد لاستئناف تلك المفاوضات حتى اليوم.
 
 
وتساءل المحلل العسكري لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن مغزى القصف الجوي والمدفعي على جملة من المواقع التابعة لحركة حماس، دون أن يستبعد أن يكون ذلك في إطار الحرب السرية على حماس.
 
وكتب أنه ما كان يبدو ظهر الإثنين على أنه رد إسرائيل تلقائي على إطلاق صاروخ من قطاع غزة يحمل مميزات تصعيد في ساعات ما بعد الظهر، والسبب، كما تفيد التجربة، هو أنه على ما يبدو يوجد للحرب على حدود قطاع غزة أبعاد أخرى أقل ظهورا للعيان، ولكنها تقلق الجيش وإسرائيل.
 
وبحسب المحلل العسكري للصحيفة، رون بن يشاي، فإن القصف الجوي والمدفعي لمواقع حماس تشير إلى نية واضحة لدى الجيش، وهي أن يوضح لحماس أنها تخرق التهدئة بشكل فظ، ولذلك فهي تدفع الثمن من خلال تدمير مواقع المراقبة والقتال على طول الحدود.
 
ويضيف أن إسرائيل تفعل كل شيء من أجل تشويش جهود حماس تحت الأرض، وربما يكون هناك علاقة بين الضربات التي تنزلها من الجو ومن البر على مناطق الاجتماع والرصد لحماس، وبين الحرب السرية هذه.
 
ويشير إلى أنه لم يسقط قتلى حتى اللحظة، وطالما بقي الوضع على هذا المنوال، فمن غير المحتمل أن يحصل تصعيد. ومع ذلك فإن هناك إمكانية أن يكون قد حصل تطور لا نعرف عنه داخل القطاع كنتيجة للقصف الإسرائيلي، وفي هذه الحالة فإن ذلك يزيد من احتمالات التصعيد.
 
ويخلص إلى القول إن الجيش مستعد لإطلاق صواريخ من قطاع غزة، ولكن لا يوجد ما يشير إلى أن ذلك سيحصل، بيد أن الوضع مرتبط بقدرة الأطراف الجيش الإسرائيلي وحركة حماس على احتواء الوضع، وعدم إشعال نيران قد تخرج عن السيطرة.
 
وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في السابع من يوليو/ تموز الماضي استمرت 51 يوما، وتسببت بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة نحو 11 ألف آخرين، بالإضافة لتدمير أكثر من 18 ألف منزل.
 
في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 74 إسرائيليا، غالبيتهم العظمى من الجنود، وإصابة 2522 بجروح، بينهم 740 عسكريًا. 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس