تسبب مسلحون متحالفون مع الجنرال الليبي خليفة حفتر في إغلاق 3 حقول في البلاد، وتوقف إنتاج النفط منها، خلال الساعات الأخيرة، حسب ما أفاد مصدر نفطي مسؤول، وبيان للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
وبينما قال المصدران ذاتهما إن خطوة المسلحين، الذين ينتمون لجهاز "حرس المنشآت" النفطية، جاءت كمحاولة للضغط على السلطات من أجل تلبية مطالب خاصة بهم، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة "القوة القاهرة" علي حقل "الحمادة الحمراء" (غرب)، أحد الحقول الثلاثة التي تسببت المجموعة في إغلاقها.
وفي التفاصيل، أوضح مصدر نفطي في حقل الشرارة، أكبر حقول النفط في ليبيا، أن المسلحين، وهم من مدينة الزنتان (غرب) أغلقوا، الأحد، صمامات في خط الأنابيب الواصل بين حقلي "الشرارة" و"الفيل" (جنوب غرب)؛ ما تسبب في إغلاق الحقلين، وتوقف إنتاج النفط منهما.
وجرى إغلاق الصمامات على بعد 90 كم من مدينة الزاوية، التي تبعد عن العاصمة طرابلس 40 كم (شمال غرب)، حسب مراسل الأناضول.
المصدر النفطي، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام، أشار إلى أن مسلحون ينتمون للجهاز ذاته أغلقوا عدة مرات، خلال الأشهر الأخيرة، الصمام الرابط بين حقلي الشرارة وميناء الزاوية (شمال غرب).
ويبلغ إنتاج حقل الفيل نحو 115 ألف برميل يومياً، وتديره شركة "إيني" الإيطالية عبر ائتلاف مع "لاسمو" البريطانية، و5 شركات من كوريا الجنوبية.
أما حقل الشرارة فيبلغ إنتاجه 280 ألف برميل في اليوم، وتستثمر فيه شركة "ربسول" الإسبانية.
ويمثل إنتاج الحقلين معا نحو 40% من إجمالي إنتاج ليبيا من النفط، الذي بلغ نحو مليون برميل في يوليو/تموز الماضي، حسب التقرير الشهري لـ"منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك).
في السياق ذاته، أعلنت "المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا"، مساء الأحد، عبر بيان، حالة "القوة القاهرة" علي حقل "الحمادة الحمراء" النفطي (غرب) بعد إغلاقه من قبل مسلحين ينتمون إلى جهاز "حرس المنشآت"، السبت.
وحول السبب في تلك الخطوة، أوضحت المؤسسة أن المسلحين يضغطون لتلبية مطالبهم، دون أن توضح تلك المطالب.
لكن بيان صدر عن تلك المجموعة المحتجة، بين أنهم يطالبون بدعم "جهاز حرس المنشآت" بالسيارات، وأجهزة الاتصال، فضلا عن احتياجات أخرى يتطلبها عناصر الجهاز أثناء تواجدهم وسط الصحراء.
وتعني "القوة القاهرة" عدم القدرة على الإنتاج لأسباب قهرية؛ ما يجنب الحقل أي غرامات مع الجهات المتعاقد معها على توريد النفط.
ويبلغ إنتاج حقل "الحمادة" نحو 8 آلاف برميل من النفط يوميا، وتديره "شركة الخليج العربي للنفط".
ومنذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وفعليا، تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان؛ الأولى في طرابلس (غرب)، وهي حكومة "الوفاق الوطني"، المدعومة أمميا، والحكومة المؤقتة، ومقرها البيضاء (شرق)، والمنبثقة عن مجلس النواب، والتي يقود قواتها الجنرال حفتر.
ويؤثر الصراع على السلطة في البلاد سلبا على البنية التحتية النفطية الليبية من خلال إغلاق الموانئ وخطوط الأنابيب.
وبلغ مستوى إنتاج البلاد من النفط قبل الإطاحة بالقذافي 1.6 مليون برميل يوميًا.