محاولة الانقلاب الفاشلة بعيون سفراء أجانب بأنقرة

محاولة الانقلاب الفاشلة بعيون سفراء أجانب بأنقرة
15.7.2017 14:49

eposta yazdır zoom+ zoom-
روى سفراء بعض الدول لدى العاصمة أنقرة، في مقابلات منفصلة مع الأناضول، ما عاشوه ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، مشيدين ببسالة الشعب التركي الذي خرج إلى الشوارع والساحات وأحبط المحاولة. 
 
وفي هذا السياق، قال السفير الفنزويلي خوسيه غريغوريو براتشو رييس، "كنت قريبا من مبنى قناة تي آر تي الحكومية في أنقرة تلك الليلة، وذكّرني ما شهدته بأحداث كاراكاس في 2002 (انقلاب فاشل قاده مجموعة من ضباط الجيش ضد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز)، ورغم المشاعر المختلفة التي عشتها فإن الخوف كان الطابع الغالب على الحالتين".
 
وأضاف "تابعت مجريات المحاولة شيئا فشيئا، وهناك تشابه كبير بين محاولة الانقلاب في كاراكاس (العاصمة الفنزويلية) وأنقرة. وأنا وحكومة بلادي نرى أن هناك قوات أجنبية فاشية تقف وراء محاولة الانقلاب في تركيا"، واصفا تلك المحاولة بـ"المرعبة". 
 
وحول رد فعل حكومة بلاده بهذا الخصوص، أفاد "جمهورية فنزويلا رفضت ما جرى منتصف يوليو 2016، وكانت من أولى الحكومات التي رفضت ذلك بين دول أمريكا اللاتينية". 
 
من جهته، قال سفير جنوب إفريقيا لدى أنقرة، بولي مالفانا، "بينما كنت مشاركا في برنامج بولاية أنطاليا التركية (غرب)، تلقيت نبأ محاولة الانقلاب، عندها اندهشت وانزعجت كثيرا، وكانت أسرتي في أنقرة آنذاك". 
 
وأشار إلى أنه رأى التوتر في أنقرة حين عودته إليها في اليوم التالي، مضيفا "كان الناس في الشوارع، والطرق مغلقة، حيث رأيت أشياء لا يمكن توقعها، ورأيت تضرر مبنى البرلمان إثر تعرضه لهجوم من قبل الانقلابين".
 
وتابع "هذه الأحداث ذكرتني بإضرابات شهدتها جنوب إفريقيا عام 1976 (اضطرابات سويتو)". 
 
وأشاد مالفانا، ببطولة الشعب التركي في ليلة الانقلاب، قائلا: "ما فعله الأتراك مؤشر لمدى حبهم لوطنهم. حيث ضحوا بأرواحهم في سبيل الحفاظ على العلم والإرادة التي هي أساس حق الانتخاب". 
 
وأكد السفير الجنوب إفريقي، وقوف بلاده إلى جانب تركيا شعبا وحكومة، مشيراً أن جنوب افريقيا كانت في طليعة العواصم التي أدانت المحاولة الانقلابية.
 
أما سفير بوروندي، جويل نكوربغايا، أشار إلى أنه كان في مبنى السفارة عندما بدأت محاولة الانقلاب، قائلا "علمت بها عبر مكالمات هاتفية تلقيتها من أصدقائي، وتابعت الأحداث من التلفاز وسمعت تحليق المروحيات والطائرات في أجواء أنقرة".
 
وأضاف "كنت في البداية متوترا وقلقا من النتائج التي ستفضي إليها المحاولة، غير أنني تفاءلت بعد رؤيتي خطاب وجهه الرئيس رجب طيب أردوغان للشعب التركي عبر التلفاز". 
 
وتابع "نحن أيضا عانينا من أحداث من هذا القبيل ونعرف نتائجها. لذا دعوت (إلى الله) كي تفشل المحاولة".
 
وشدد على أن الشعب التركي أبدى موقفا يحتذى به في مواجهة محاولات من هذه القبيل، مضيفا "أقدر موقف الشعب التركي تلك الليلة. حيث أظهر للجميع مفاهيم الشجاعة والحزم وحب الوطن".
 
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول منتصف يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
 
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن.
 
ومع التحرك الشعبي اضطرت الآليات العسكرية التي كانت بحوزة الانقلابيين إلى الانسحاب، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في فشل الانقلاب.
 
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية بهدف السيطرة عليها، وأظهرت المحاولة الانقلابية ذلك التغلغل.
 
ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه لها من أجل المثول أمام العدالة.

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس