أعرب المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فليبو قراندي، عن "قلقه" من حالة إنسانية "حرجة للغاية" في جنوب السودان، مع نزوح 4 ملايين شخص، أي أكثر من ثلث السكان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قراندي، اليوم الأربعاء، في أديس ابابا، في ختام زيارة شملت جنوب السودان وجارته الشرقية، شارك خلالها في الاحتفال الأممي بيوم اللاجئين بإقليم غامبيلا الحدودي.
وقال المسؤول الأممي أن زيارته إلى البلدين جاءت بغرض الوقوف على أوضاع النازحين واللاجئين (...) السكان في جنوب السودان يعشون أوضاعًا مأساوية تستدعي من الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي الإسراع في عملية سلام شامل".
وأضاف أنه اتفق مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، ومفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي إسماعيل الشرقاوي، اللذين التقاهما خلال زيارته إثيوبيا، العمل بشكل عاجل لوقف الصراع المسلح.
وأشار إلى أنه "سيسعى إلى لفت انتباه العالم، للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون من جنوب السودان، ودعم الدول المضيفة لهم لتحمل هذا العبء".
وأوضح أنه "سيسعى إلى توسيع التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، من خلال برنامج جديد تتبناه الأمم المتحدة، يشمل البنك الدولي والقطاع الخاص، للاستجابة إلى احتياجات اللاجئين المتزايدة".
وامتدح قراندي الدور الذي تقوم به إثيوبيا من خلال استضافتها لأكثر من 850 ألف لاجئ من دول الجوار.
ويقيم اللاجئون من جنوب السودان في 26 معسكرًا، موزعة على 6 أقاليم إثيوبية (تجراي، الصومال الإثيوبي، العفر، بني شنغول جمز)، إلى جانب إقليم غامبيلا.
وأغلب النازحين من ولايات الوحدة (شمالي جنوب السودان)، أعالي النيل (جنوب)، وجونغلي (شرق)، ومنحدرون أيضًا من قبيلة النوير، التي ينتمي لها زعيم المتمردين ريك مشار، ولها امتداد في إثيوبيا أيضًا.
وبجانب موجة النزوح الضخمة تقدر الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف لقوا مصرعهم، منذ بدء الحرب الأهلية بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه المقال، ريك مشار، أواخر 2013.
ولم يفلح اتفاق سلام وقعه الرجلان، وسط ضغوط دولية، في أغسطس/ آب 2015، في تسوية الصراع، الذي أخذ طابعًا عرقيًا بين قبيلة الدينكا التي ينتمي لها سلفاكير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار.