دعا مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الأربعاء، إلى الالتزام الكامل بسياسة "النأي بالنفس" والحياد إزاء ما يحدث بالجوار، محذرا من التدخل "في قضايا أشقائنا العرب".
جاء ذلك في رسالة وجهها دريان إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من دار الفتوى في العاصمة بيروت.
وقال المفتي "كنا قد قررنا وبالإجماع، منذ العام 2011 النأي بالنفس أو الحياد إزاء ما يحدث بالجوار. وكان يمكن الالتزام به، ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى الالتزام الكامل بسياسة النأي بالنفس".
وأضاف "نحن مررنا بأزمة وطنية مقلقة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، ونحن معه في ما يحاوله من إحداث توازن في السياسات الوطنية".
ولفت أن "سياسة لا ضرر ولا ضرار هي من تمام الحكمة والعدل والمنطق الذي ينبغي أن نعالج بها قضايانا، لتقوى وحدتنا الوطنية، ولكي لا يتعرض وطننا وأمننا وعيشنا للأخطار".
وتابع "نريد أن يكون لبنان آمنا مطمئنا مستقرا موحدا نائيا بنفسه عما يجري في المنطقة، وحذار من التدخل في قضايا غيرنا من أشقائنا العرب. يكفينا ما فيه وطننا من أزمات".
وأعرب دريان عن أمله في "أن تظهر المشاورات بين القوى السياسية التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون، الاثنين الماضي، إيجابياتها في الأيام المقبلة، بانفتاح الجميع على التعاون، للخروج من الأزمة التي دفعت الرئيس سعد الحريري إلى الاستقالة ثم التريث بها".
وشدد على ضرورة أن "تفسح هذه المشاورات المجال للحوار، من أجل إنقاذ لبنان، بتفاهم وطني، يعيد استئناف عمل الحكومة، التي نحن بأمس الحاجة إليها".
والاثنين الماضي التقى عون بالحريري وبرئيس مجلس النواب نبيه بري ضمن مشاورات مع الكتل النيابية والأحزاب السياسية لإيجاد حل لاستقالة الحريري التي وضعها قيد "التريث".
وهيمن على المشاورات التوجه لتثبيت سياسة "النأي بالنفس" التي اعتبرها رئيس الوزراء من الشروط الأساسية للعودة عن استقالته.
و"النأي بالنفس" هي سياسة أقرتها طاولة الحوار للقوى السياسية اللبنانية، عام 2012، عقب اشتعال الحرب في الجارة سوريا، عام 2011، وهي تعني تحييد لبنان عن جميع الصراعات الإقليمية.
لكن مصطلح "النأي بالنفس" لم يرد في البيان الوزاري، الذي نالت حكومة الحريري ثقة البرلمان على أساسه، في ديسمبر/كانون أول 2016، حيث استخدمت عبارات أخرى في البيان للحديث عن أهمية استقلالية السياسة الخارجية.
والأربعاء الماضي قال الحريري في تصريحات صحفية "إنّنا ضمن منطقة عربية يجب المحافظة عليها، واليوم (يأتي) دور تحصين العلاقات مع الدول العربية، والنأي بالنفس أساسي ويجب التأكيد عليه وتطبيقه".