مهما حاولنا للنيل من إعجاب الناس و كسب محبتهم ومهما ارتدينا الملابس الجديدة و تشدقنا بالكلام و سعينا أن نبدو جملاء ولطفاء في نهاية المطاف الذي يحبب الشخص إلى العباد هو الله.
لأن المحبة نعمة خزينتها عند الله. والله عز وجل يمن بهذه النعمة على قلوب البعض من عباده وهذا في زمان شاء و بمقدار شاء.
إذن على الذي يروم لكسب محبة الناس كسب محبة الله و رضاه أولا.
يقول سيدنا صل الله عليه وسلم: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض. ( رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم:3209)
السبب الرئيسي لهذا الحب رسوخ الإيمان في قلب العبد واحاطته في الحس والشعور وفي النهاية ظهوره في تصرفاته كلها كأعمال صالحة.
إذا هيمن الإيمان على حياة العبد و أصبحت ممارسة الأعمال الصالحة طرزا لحياته آنذاك يجعل الله في قلوب عباده محبة تجاهه. يخبرنا القرآن عن هذا بقوله تعالى: اِنَّ الَّذٖينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمٰنُ وُداًّ (سورة مريم 96)
هذا الود يعني اكساءه بثوب الأعمال الصالحة، تطييبه برائحتها، تحليه بطعمها، تعريفه بها، تحبيبه، تقدير قيمته و اتباعه. حتى لدرجة بأن يعامله عدوه بالاحترام.
لتعلم الشخصية المسلمة جيدا الذي يريها جميلة للناس هو الله.
الذي يحبب كلامها للناس ويجعلها مؤثرة هو الله عزوجل. الذي يرفعها بين عباده و يخفضها، يقدمها أو يؤخرها يأتي بها إلى منصب أو لا يعينها هو الله عز وجل. الذي يوجه المحبة والاهتمام إليها هو الله.
إذن لنسع كسب محبة ربنا! و لنسع وراء أعمال تكسبنا محبته.
حسنا! من الذين يحبهم الله؟ يقول سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم: إن الله يحب الملحين في الدعاء. (رواه الطبراني في الدعاء .(2/795
إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا في طلب الحلول.(الجامع الصغير؛1882)
أحب الأعمل إلى الله تعالى حفز اللسان. (الجامع الصغير؛201)
أحب بيوتكم إلى الله بيت فيه يتيم مكرم.(الجامع الصغير؛2133)
أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا.( الطبراني في الكبير)
بدعاء ان نكون من الذين يحبهم الله و يحببهم إلى العباد...